لهم فاقم الشهادة لله عزوجل ولو على نفسك اوالوالدين الاقربين فيا بينك وبينهم فان خفت على أخيك ضيما فلا وان من واجب حق اخيك ان لاتكتمه شيئا تنفعه به لأمر دنياه وآخرته ولاتحقد عليه وان ساء وأجب دعوته اذا دعاك ولاتخل بينه وبين عدوّه من الناس وان كان اقرب اليه منك وعدّه في مرضه ليس من اخلاق المؤمنين الغش ولا الأذى ولا الخيانة ولا الكبر ولا الخنا ولا الفحش ، فاذا رأيت المشوّه الاعرابي في جحفل جرار فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين ، فاذا انكسف الشمس فاربع بصرك الى السماء وانظر ما فعل الله بالمجرمين وقد فسرت لك جملاً و صلى الله على محمّد وآله الاخيار.
فلما كان اليوم الثالث قال عليهالسلام للمسّيب بن زهير وهو
من مواليه وكان موكّلاً بالامام عليهالسلام :
اني على ما عرفتك من الرحيل الى الله عزوجل ، فاذا دعوت بشربة من ماء فشربتها واصفر واحمر واخضر وأتلون ألوانا ، فاذا رأيت بي هذا الحدث فاياك ان تظهر عليه أحداً ولاعلى من عندي الا بعد وفاتي قال المسيب : فلم ازل أرقب وعده حتى دعا بالشربة فشربها ، ثم دعاني فقال لي يا مسيب ان هذا الرجس السندي سيزعم انه يتولى غسلي ودفني وهيهات هيهات ان يكون ذلك أبداً ، فاذا حملت الى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدوني بها ولاترفعوا قبري فوق اربع اصابع مفرجات قال ثم رايت شخصاً اشبه الاشخاص به عليهالسلام جالسا الى جنبه وكان عهدي بسيدي الرضا عليهالسلام
وهو غلام فأردت سؤاله فنهاني سيدي موسى عليهالسلام فلم
أزل صابراً حتى مضى وغاب الشخص ، ثم انهيت الخبر الى الرشيد فوافى السندى بن شاهك فوالله لقد رأيتهم بعيني وهم يظنّون انهم يغسلونه فلاتصل أيديهم اليه ويظنون انهم يحنطونه ويكفنونه وأراهم لايصنعون به شيئاً ورأيت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم وهم لايعرفونه ولما قضى سلام الله عليه امر السندي ان يحمل على نعش ونودي عليه