__________________
أميرالمؤمنين عليهالسلام فبماذا يستحق معاوية هذا النعت دونه ودون غيره من الكتاب ؟
وقد علم ان معاوية عليه الهاوية لم يزل مشركا مدة كون النبي صلىاللهعليهوآله مبعوثا يكذب بالوحي ويهزء بالشرع وكان باليمن يوم الفتح يطعن على رسول الله صلىاللهعليهوآله ويكتب الى أبيه صخر بن حرب يعيّره باسلامه ويقول له صبوت الى دين محمد صلىاللهعليهوآله وممّا كتب به الى ابيه منقب ان يسلم قوله :
ياصخر لاتسلمن طوعا فتفضحنا |
|
بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا |
خالي وعمي وعم الام ثالثهم |
|
وحنظل الخير قد اهدى لنا الارقا |
لاتركنّن الى أمر يكلّفنا |
|
والراقصات به في مكة الخرقا |
فالموت أهون من قول العدات لقد |
|
عاد ابن حرب عن العزّى اذا فرقا |
فان أبيت أبينا ما تريد ولا |
|
تدع عن اللات والعزى اذا اعتنقا |
والفتح كان في شهر رمضان لثمان سنين من قدوم النبي صلىاللهعليهوآله المدينة ومعاوية يومئذ مقيم على شركه هارب من النبي صلىاللهعليهوآله لانه كان قد هدر دمه فهرب الى مكة فلما لم يجد له مأوى صار الى النبي صلىاللهعليهوآله مصير الاضطرار فاظهر الاسلام قبل وفات النبي صلىاللهعليهوآله بخمسة اشهر او ستة اشهر وطرح نفسه على العباس بن عبدالمطلب فسئل فيه رسول الله. فعفا عنه ثم شفع له ان يشرفه ويضيفه الى جملة الكتاب فاجابه وجعله واحداً من اربعة عشر كتابا ، فكم ترى يخصه من الكتبة في مدة ستة أشهر حتى يستحق هذا النعت بكاتب الوحي لولا ما حملتهم عليه العصبية التي اصدت السمع واعمت البصر وليس يلتبس اهل العقل ان مجرد الكتابة لايحصل بها الفضل ما لم يقارنها صحيح الايمان وعقد القلب لانه قد كتب لرسول الله عبدالله بن ابي سرح ثم ارتد مشركا وفيه نزل « وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرَاً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ ولَهُمْ عَذابٌ أَليمٌ » (سورة ١٦ آية : ١٠٦).
وروى ان آخر كتبة الوحي ابن ابي سرح وارتد من الاسلام ومات على الكفر ودفن فلم تقلبه الارض فكيف حصل لمعاوية هذا النعت تميّز به عن الخلق والمأثور ان رسول الله لعنه على منبره واخبر انه يموت على غير ملة.
ممّا روى في ذلك : ان النبي صلىاللهعليهوآله قام يخطب اخذ معاوية بيد أبيه فقال صلىاللهعليهوآله لعن الله القائد والمقود أي يوم يكون لهذه الامة من معاوية ذي الاستاه.
وروى عن عبدالله ابن
عمر انه قال أتيت النبي صلىاللهعليهوآله
فسمعت يقول : يطلع عليكم رجل يموت على غير سنتى فطلع معاوية ، وفي خبر آخر : يطلع
عليكم رجل من اهل النار فطلع معاوية ، وعن
جابر ان النبي صلىاللهعليهوآله
قال : يموت معاوية على غير ملتي ، ومن طريق آخر : يموت كافرا واشتهر عنه لم يمت
الاّ وفي عنقه صليب ذهب وضعه له في مرضه أهون المتطبب وأشار اليه بتعليقه فأخذه من كنيسة يوحنا وعلّقه
في عنقه. وروى ايضاً انه تشافى بلحم الخنزير فأكله قبل موته وغير ذلك مما لايحصى ، وانما
تتآسى القوم هذه