« اني ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلّوا وانما قاتلتكم لأتأمر عليكم ، وقد اعطيت الحسن شروطا كلّها تحت قدمي ».
انظر الى القحة والصلف وعدم الحياء وضيق الوعاء وصفاقة الوجه ؛ أما وايم الله انه لو لم يكن لقبول الصلح الا ظهور هذه الكلمات من معاوية لكفى بها دليلا على افتضاح معاوية ، ومعرفة الناس بكفره ، فما ظنك به وقد استمر على هذه الخطة الكافرة ، والخطيئة السافرة ، والتحدي للاسلام وهدم قواعده جهاراً.
لولا صلح الحسن لما استلحق معاوية زيادا بابي سفيان ، وهو ولده من الزنا ، فضرب قول رسول الله صلىاللهعليهوآله « الولد للفراش وللعاهر الحجر » ضربها بالحجر وبعرض الجدار بلاخيفة ، ولاحذار.
لولا الصلح لما قتل حجر بن عدي سيد الأوّابين ؛ وعشرة من اعلام خيار الصحابة والتابعين ، قتلهم بمرج عذراء ـ من قرى دمشق ـ صبراً ، من دون أي سبب مبرر.
لولا الصلح لما قتل معاوية الصحابي الجليل عمرو بن الحمق وحمل رأسه الى الشام ، وهو أو رأس حمل في الاسلام.
لولا الصلح لما سقى معاوية الحسن السمّ على يد جعيدة بنت الاشعث.
لولا الصلح لما أجبر معاوية البقة الصالح من أولاد المهاجرين والانصار على أخذ البيعة ليزيد ، وحاله في الفسق والفجور مشهور الى كثير من أمثال هذه المخازي ، والفظايع التي لا يبلغها الاحصاء. ولكن تأمل ملياً وأنظر من الغالب ومن المغلوب ، أنظر ما صنع الحسن بمعاوية في صلح وكيف هد جميع مساعيه وهدم كل مبانيه حتى ظهر الحق وزهق الباطل ، وخسر هنالك المبطلون ، فكان الصلح في تلك الظروف هو الواجب والمتعيّن على الحسن عليهالسلام، كما أن المحاربة والثورة على يزيد في تلك الظروف كان هو الواجب والمتعين على أخيه الحسين ، كل ذلك للتفاوت بين الزمانين والاختلاف بين الرجلين.