كل ذلك في سبيل الله ولحفظ دين الله ، ولو لا هذه التضحية وتلك المفادات لأصبح دين الاسلام اسطورة من الاساطير لاتجده الا في الكتب والقماطير يذكره التاريخ كما يذكر الحوادث العابرة والامم المنقرضة.
« سبحان الله والله اكبر ولله الحمد » من هنا تعرف ويجب أن تعرف السرّ في حفاوة المنقذ الاعظم تلك الحفاوة البليغة والتعظيم الخارج عن نطاق العرف والمعتاد بل وعن رواق التعقل والسداد ذلك النبي العظيم والشخصية والحبيبة الى المبدء الاعظم التي ملاءها هيبة وعظمة ووقارا ، والذي لا تهزه العواصف ولا تستميله العواطف ولا خامره في لحظة من عمره العبث واللهو واللعب الذي كانت غريزته التي فطر عليها قوله : « ما أنا من دد ولا الدد منى » والذي كان من الوقار والهيبة والأتز ان ربما يدخل عليه الرجل الذي ما رآه من ذي قبل فترتعد فرائصه من هيبته فيقول له النبي : « لا تفزع فانى ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد »حذراً من أن يقول المسلمون فيه ما قالت النصارى في المسيح هذا الطود العظيم ، يحمل الحسن والحسين وهما طفلان على كتفيه ، ويمشى بهما وهما على متنيه فى ملاء من المسلمين رافعا صوته ليسمعوا « نعم الجمل جملكما ، ونعم الراكبان انتما » ثم يأتي الحسين وهو غلام فيعلو على ظهر النبي والنبي صلىاللهعليهوآله ساجد فلا يرفع رأسه حتى ينزل الحسين عليهالسلام حسب ارادته ، النبي يخطب والحسين يدرج في المسجد فيعثر فيقطع النبي خطبته ؛ ويعدو اليه ويحتضنه ويقول : « قاتل الله الشيطان ، الولد فتنة لما عثر ولدى هذا أحسست أن قلبي قد سقط مني » الى كثير من أمثال هذا صدر عنه سلام الله عليه في ولديه مما لست بصدد احصائه وجمعه.
ولكن أقول : ان هذا الشغف ، والحب
اللامتناهي ليس لكونهما ابني بنته فحسب فان هذه النسبة لا تستوجب كل هذا العطف الخارق لسياج العرف والعادة ، ولكن لا شك ان هناك اسراراً واسبابا هي ادق واعمق ، اسرار روحية هي فوق هذه