وطهارة المولد ، وشرف النفس وعلوّ الهمة ، والتضحية في سبيل المبدأ وما الى ذلك من كرم الاخلاق ، وطهارة الاعراق ، وهب أن هناك من يعذر بني أمية في عداوتهم لبني هاشم ويقول :
انهم اتخذوها ذريعة ووسيلة الى الملك والسلطان. ولكن ما عذر الموالين لبني أمية في هذا العصر ما عذر الاموية الحديثة ، التي لاتنال بذلك حظا من حظوظ الدنيا ولانصيباً في الاخرة.
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (١) خَسِرَ الدُّنْيا والآْخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسْرانُ المُبِينُ (٢).
والحمدلله الذي فقأ عيني الكفر والنفاق ، وأقرّ عيني الاسلام والايمان بالحسن والحسين ، والعترة الطاهرة ؛ ونسأله تعالى كما منّ علينا بمعرفتهم وولايتهم أن يحشرنا في زمرتهم ، ويكرمنا بشفاعتهم والبراءة من اعدائهم وعداوتهم :
أو اليكم ما دجت مزنة |
|
وما اصطخب الرعدأ وجلجلا |
وأبرء ممن يعاديكم |
|
فان البراءة شرط الولا |
وحقّاً الزّكي أبا محمّد سلام الله عليه في المدة القصيرة التي عاشها بعد أبيه تحمّل من الرزايا والمحن ما لم يحتملها نبي أو وصي نبي ، وما هي بأقل من المصائب التي جرت على أخيه أبي عبدالله عليهالسلام يوم الطف فان النكبة الاليمة ، والضربة الاثيمة في الاخوين واحدة وان اختلفت الاشكال والاساليب وكما أن الحسين قبل رزاياه بالصبر الذي عجبت منه ملائكة السماوات ، فكذلك الحسن قاتل عدوّه. وقابل
__________________
(١) سورة كهف آية : ١٠٣ ـ ١٠٤.
(٢) سورة حج آية : ١١.