أن رسول الله (ص) أمر بالجهاد يوم أحد ، فخرج الناس سراعا يتمنون لقاء عدوهم وبغوا في منطقهم ، وقالوا : والله لئن لقينا عدونا(١) لا نولي حتى يقتل عن آخرنا ورجل أو يفتح الله لنا ، قال : فلما أتوا إلى(٢) القوم ابتلاهم الله بالذي كان منهم ومن بغيهم فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى انهزموا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله إلا علي بن أبي طالب عليهالسلام وأبودجانة سماك بن خرشة الانصاري ، فلما رأى رسول الله (ص) ما قد نزل بالناس من الهزيمة والبلاء رفع البيضة عن رأسه وجعل ينادي : « أيها الناس أنا لم أمت ولم أقتل » وجعل الناس يركب بعضهم بعضا لا يلوون على رسول الله صلىاللهعليهوآله فلا يلتفتون(٣) إليه ، فلم يزالوا كذلك حتى دخلوا المدينة ، فلم يكتفوا بالهزيمة حتى قال أفضلهم رجلا في أنفسهم : قتل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلما آيس الرسول من القوم رجع إلى موضعه الذي كان فيه فلم ير إلا علي بن أبي طالب عليهالسلام وأبا دجانة الانصاري رضياللهعنه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أبا دجانة ذهب الناس فالحق بقومك ، فقال أبودجانة : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله ما على هذا بايعناك و بايعنا الله ، ولا على هذا خرجنا ، يقول الله تعالى : « إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم »(٤) فقال رسول الله (ص) : يا أبا دجانة أنت في حل من بيعتك فارجع ، فقال أبودجانة : يا رسول الله لا تحدث نساء الانصار في الخدور أني أسلمتك ورغبت بنفسي عن نفسك ، يا رسول الله لا خير في العيش بعدك ، قال : فلما سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله كلامه ورغبته في الجهاد انتهى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى صخرة فاستتر بها ليتقي بها من السهام سهام المشركين ، فلم يلبث أبودجانة إلا يسيرا حتى اثخن(٥) جراحة فتحامل حتى انتهى إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله
___________________
(١) في المصدر : لئن لقينا العدو.
(٢) في المصدر : فلما أتوا القوم.
(٣) ولا يلتفتون خ ل.
(٤) الفتح : ١٠.
(٥) اثخنته الجراحة : اوهنته واضعفته ( فاثخن ).