الكبر(١) والفضل والوصية ، إذا قدم الركب المدينة فقالوا : إلى من أوصى فلان؟ قيل : إلى فلان(٢) ، ودوروا مع السلاح حيث ما دار ، فأما المسائل فليس فيها حجة(٣).
بيان : أي ليس فيها حجة للعوام لعدم تمييزهم بين الحق والباطل.
٣٦ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليهالسلام في بعض خطبه : وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون(٤) على الفروج والدماء والمغانم والاحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم نهمته ، ولا الجاهل فيضلهم بجهله ، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ، ولا الحائف(٥) للدول فيتخذ قوما دون قوم ، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع ، ولا المعطل للسنة فيهلك الامة(٦).
بيان : النهمة بالفتح : الحاجة وبلوغ الهمة والحاجة والشهوة في الشئ ، وبالتحريك كما في بعض النسخ : إفراط الشهوة في الطعام. والجفاء : خلاف البر والصلة ، والغلظة في الخلق.فيقطعهم بجفائه أي عن حاجتهم لغلظته عليهم ، أو بعضهم عن بعض لانه يصير سببا لتفرقتهم. والحائف بالمهملة : الظالم. والدول بالضم جمع دولة وهي المال الذي يتداول به ، فالمعنى الذي يجور ولا يقسم بالسوية وكما فرض الله ، فيتخذ قوما مصرفا أو حبيبا فيعطيهم ما شاء ويمنع آخرين حقوقهم.
وفي بعض النسخ بالخاء المعجمة ، والدول بالكسر جمع دولة بالفتح وهي الغلبة في الحرب وغيره وانقلاب الزمان ، فالمراد الذي يخاف تقلبات الدهر وغلبة أعدائه فيتخذ قوما يتوقع نصرهم ونفعهم في دنياه ويقويهم بتفضيل العطاء وغيره ، ويضعف آخرين.
____________________
(١) بكسر الكاف وضمه : الشرف والرفعة.
(٢) في المصدر : إلى فلان بن فلان.
(٣) اصول الكافى ١ : ٢٨٥.
(٤) في المصدر : ان يكون الوالى.
(٥) في نسخة : ولا الخائف.
(٦) نهج البلاعة ١ : ٢٦٧ و ٢٦٨.