يلتبس عليهم الامر أو أمرهم على الناس أو من أن يلبسوا الامور على الناس. والعوار مثلثة : العيب. وانحسر أي انكشف الباطل.
٥ ـ قب : عبدالله بن كثير(١) في خبر طويل إن رجلا دخل المدينة يسأل عن الامام فدلوه على عبدالله بن الحسن فسأله هنيئة ثم خرج فدلوه على جعفر بن محمد صلوات الله عليه فقصده فلما نظر إليه جعفر عليهالسلام قال : ياهذا إنك كنت مغرى فدخلت مدينتنا هذه تسأل عن الامام فاستقبلك فتية من ولد الحسن عليهالسلام فأرشدوك إلى عبدالله بن الحسن فسألته هنيئة ثم خرجت ، فإن شئت أخبرتك عما سألته وما رد عليك ، ثم استقبلك فتية من ولد الحسين فقالوا لك : ياهذا إن رأيت أن تلقى جعفر بن محمد فافعل.
فقال : صدقت قد كان كما ذكرت ، فقال له : ارجع إلى عبدالله بن الحسن فاسأله عن درع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعمامته ، فذهب الرجل فسأله عن درع رسول الله (ص) والعمامة فأخذ درعا من كندوج له فلبسها فاذا هي سابغة(٢) فقال : كذا كان رسول الله صلى الله عليه آله وسلم يلبس الدرع ، فرجع إلى الصادق عليهالسلام فأخبره.
فقال عليهالسلام : ما صدق ، ثم أخرج خاتما فضرب به الارض فاذا الدرع والعمامة ساقطين من جوف الخاتم ، فلبس أبوعبدالله عليهالسلام الدرع فاذا هي إلى نصف ساقه ثم تعمم بالعمامة فاذا هي سابغة فنزعهما ثم ردهما في الفص ، ثم قال : هكذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يلبسها ، إن هذا ليس مما غزل في الارض إن خزانة الله في كن ، وإن خزانة الامام في خاتمه ، وإن الله عنده الدنيا كسكرجة وإنها عند الامام كصحفة ، ولو لم يكن الامر هكذا لم نكن أئمة وكنا كسائر الناس.(٣)
بيان : قوله مغرى على بناء المفعول من الاغراء بمعنى التحريص أي أغراك
____________________
(١) في المصدر : عبدالرحمن بن كثير.
(٢) اى واسعة.
(٣) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٣٤٩.