...........................................................................
__________________
قال : لا.
قال : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه ، ثم ادعيت أنا فيه من تسأل البينة؟
قال : إياك أسأل البينة.
قال : فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يديها؟ وقد ملكته في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله وبعده ، ولم تسأل المسلمين بينة على ما ادعوها شهوداً ، كما سألتني على ما ادعيت عليهم؟
فسكت أبو بكر فقال عمر : يا علي دعنا من كلامك ، فإنا لا نقوى على حجتك ، فإن أتيت بشهود عدول ، وإلا فهو فيء للمسلمين ، لا حق لك ولا لفاطمة عليهاالسلامفيه.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله؟
قال : نعم.
قال : أخبرني عن قول الله عز وجل : « إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » « الأحزاب : ٣٣ » فيمن نزلت؟ فينا أم في غيرنا؟
قال : بل فيكم.
قال : فلو أنّ شهوداً شهدوا على فاطمة عليهاالسلامبنت رسول الله صلىاللهعليهوآله بفاحشة ما كنت صانعاً؟
قال : كنت أُقيم عليها الحد ، كما أُقيمه على نساء العالمين.
قال : إذن كنت عند الله من الكافرين.
قال : ولِمَ؟
قال : لأنّك كنت رددت شهادة الله به الطهارة. وقبلت شهادة الناس عليها ، كما رددت حكم الله وحكم رسوله ، أن جعل لها فدكاً قد قبضته في حياته ، ثم قبلت شهادة اعرابي بائل على عقبيه ، عليها ، وأخذت منها فدكاً ، وزعمت أنّه فيء للمسلمين ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « البينة على المدّعي ، واليمين على المدّعي عليه » فرددت قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : البينة على من ادعى ، واليمين على من ادعى عليه!
قال : فدمدم الناس وأنكروا ، ونظر بعضهم إلى بعض ، وقالوا : صدق والله عليّ بن أبي طالب عليهالسلام! ورجع إلى منزله.
قال : ثمّ دخلت فاطمة المسجد وطافت بقبر أبيها وهي تقول :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |