حملته إلى أبي محمد عليهالسلام وذكروا الحديث إلى قوله : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين حقا ثم لم يزل يعد السادة الاوصياء إلى أن بلغ إلى نفسه ودعا لاوليائه بالفرج على يديه ثم أحجم. وقالت : ثم رفع بيني وبين أبي محمد كالحجاب فلم أر سيدي فقلت لابي محمد : ياسيدي أين مولاي فقال : أخذه من هو أحق منك ومنا ثم ذكروا الحديث بتمامه وزادوا فيه : فلما كان بعد أربعين يوما دخلت على أبي محمد عليهالسلام فاذا مولانا الصاحب يمشي في الدار فلم أر وجها أحسن من وجهه ولا لغة أفصح من لغته فقال أبومحمد : هذا المولود الكريم على الله عزوجل فقلت : سيدي أرى من أمره ما أرى وله أربعون يوما فتبسم وقال : ياعمتي أما علمت أنا معاشر الائمة ننشؤ في اليوم ماينشؤ غيرنا في السنة فقمت فقبلت رأسه و انصرفت ثم عدت وتفقدته فلم أره فقلت لابي محمد عليهالسلام : ما فعل مولانا؟ قال : يا عمه استودعناه الذي استودعت ام موسى.
٢٨ ـ غط : أحمد بن علي ، عن محمد بن علي ، عن حنظلة بن زكريا قال : حدثني أحمد بن بلال بن داود الكاتب ، وكان عاميا بمحل من النصب لاهل البيت عليهمالسلام يظهر ذلك ولايكتمه وكان صديقا لي يظهر مودة بما فيه من طبع أهل العراق فيقول كلما لقيني : لك عندي خبر تفرح به ولا اخبرك به فأتغافل عنه إلى أن جمعني وإياه موضع خلوة فاستقصيت عنه وسألته أن يخبرني به فقال : كانت دورنا بسر من رأى مقابل دار ابن الرضا يعني أبا محمد الحسن بن علي عليهماالسلام فغبت عنها دهرا طويلا إلى قزوين وغيرها ثم قضي لي الرجوع إليها فلما وافيتها وقد كنت فقدت جميع من خلفته من أهلي وقراباتي إلا عجوزا كانت ربتني ولها بنت معها وكانت من طبع الاول مستورة صائنة لاتحسن الكذب وكذلك مواليات لنا بقين في الدار فأقمت عندهم أياما ثم عزمت [على] الخروج فقالت العجوز : كيف تستعجل الانصراف وقد غبت زمانا فأقم عندنا لنفرح بمكانك فقلت لها على جهة الهزء : اريد أن أصير إلى كربلاء وكان الناس للخروج في النصف من شعبان أو ليوم عرفة فقالت : يابني اعيذك بالله أن تستهيني بما ذكرت أو تقوله على وجه