وأما المحمدية الذين قالوا بامامة محمد بن علي العسكري وأنه حي لم يمت ، فقولهم باطل لما دللنا به على إمامة أخيه الحسن بن علي أبي القائم عليهماالسلام وأيضا فقد مات محمد في حياة أبيه عليهالسلام موتا ظاهرا كما مات أبوه وجده فالمخالف في ذلك مخالف في الضرورة.
وأما القائلون بأن الحسن بن علي لم يمت وهو حي باق وهو المهدي فقولهم باطل بما علمنا موته كما علمنا موت من تقدم من آبائه ، والطريقة واحدة ، والكلام عليهم واحد ، هذا مع انقراض القائلين به واندراسهم ، ولو كانوا محقين لما انقرضوا.
اقول : وقد أورد لكل ماذكر أحبارا كثيرة أوردناها مع غيرها في المجلدات السابقة في الابواب التي هي أنسب بها ثم قال :
وأما من قال : إن الحسن بن علي عليهالسلام يعيش بعد موته وأنه القائم بالامر وتعلقهم بما روي عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : « إنما سمي القائم لانه يقوم بعدما يموت » فقوله باطل بما دللنا عليه من موته وادعاؤهم أنه يعيش يحتاج إلى دليل ولو جاز لهم ذلك لجاز أن تقول الواقفة إن موسى بن جعفر يعيش بعد موته ، على أن هذا يؤدي إلى خلو الزمان من إمام بعد موت الحسن إلى حين يحيى وقد دللنا بأدلة عقلية على فساد ذلك.
ويدل على فساد ذلك الاخبار التي مضت في أنه لو بقيت الارض بغير إمام ساعة لساخت.
وقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه اللهم إنك لاتخلي الارض بغير حجة إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا يدل على ذلك على أن قوله « يقوم بعدما يموت » لو صح الخبر احتمل أن يكون أراد « يقوم بعدما يموت ذكره » ويخمل ولا يعرف ، وهذا جائز في اللغة وما دللنا به على أن الائمة اثنا عشر يبطل هذا المقال لانه عليهالسلام هو الحادي عشر ، على أن القائلين بذلك قد انقرضوا ولله الحمد ولو كان حقا لما انقرض القائلون به.