ابن إبراهيم الجعفري ، عن أحمد بن علي بن محمد بن عبدالله بن عمر بن علي بن أبيطالب عن أبي عبدالله عليهماالسلام قال : إن الله كان إذ لا كان ، فخلق الكان والمكان وخلق نور الانوار الذي نورت منه الانوار ، وأجرى فيه من نور الذي نورت منه الانوار ، وهو النور الذي خلق منه محمدا وعليا ، فلم يزالانورين أولين إذ لا شئ كون قبلهما ، فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الاصلاب الطاهرة حتى افترقا في أطهر طاهرين في عبدالله وأبيطالب (١).
بيان : « إذ لا كان » يعني لم يكن شئ من الممكنات ، وكأنه مصدر بمعنى الكائن كالقيل والقال ، ولعل المراد بنور الانوار أولا نور النبي صلىاللهعليهوآله إذهو منور أرواح الخلائق بالعلوم والكمالات والهدايات والمعارف ، بل سبب لوجود الموجودات وعلة غائية لها « وأجرى فيه » أي في نور الانوار « من نوره الذي نورت منه الانوار » أي نور ذاته سبحانه من إفاضاته وهداياته التي نورت منها الانوار كلها حتى نور الانوار المذكور أولا « وهو النور » أي نور الانوار المذكور أولا « إذ لا شئ كون قبلهما » أي قبل نورهما الذي خلقا منه ، أو سوى ذلك النور أولا شئ من ذوات الارواح « أطهر طاهرين » أي في زمانهما.
١٤٤ ـ الكافى : عن أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبدالله ، عن محمد بن عبدالله ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن جابر بن يزيد ، قال : قال لي أبوجعفر عليهالسلام : يا جابر إن الله أول ما خلق خلق محمدا وعترته الهداة المهتدين ، فكانوا أشباح نور بين يدي الله. قلت : وما الاشباح؟ قال : ظل النور ، أبدان نورانية بلا أرواح ، وكان مؤيدا بنور واحد (٢) وهي روح القدس (٣) ، فبه كان يعبد الله
____________________
(١) الكافى : ج ١ ، ص ٤٤١.
(٢) في المصدر : بروح واحدة.
(٣) الظاهران ما يضاهى هذه الرواية في التعبير بالاشباح والاظلة ناظر إلى مرتبة اخرى