واورد عليه بوجوه :
الاول أن كون سرعة الشمس على الوجه المذكور مستلزمة لكون السنة القمرية أيضا ثلاثمأة وستين يوما إنما يكون حقا إذا كان زيادة أيام الشمسية على ثلاثمأة وستين موافقة لنقصان أيام القمرية عنه ححقيقة وليس كذلك ، فإن الاول لا يزيد على خمسة أيام وربع يوم في شئ من الارصاد المتداولة ، والثاني يزيد على خمسة أيام وخمسة أثمان يوم بالاتفاق ، فأقل ما به التفاوت يزيد على تسع ساعات ، فالصواب أن تفرض سرعتها بقدر نصف التفاوت بين زماني السنتين حتى يتساويا ويرتفع التفاوت عما بينهما بالكلية كما هو المقصود ، وما يلزم حينئذ من عدم بلوغ شئ منهما إلى السنتين حقيقة بل يكون أقل منه بنحو خمس ساعات فالامر فيه سهل فإنه لا ينافي إطلاق الستين عليه عرفا.
الثانى : أن كون السنة ثلاثمأة وستين يوما في الحديث إخبار عن الواقع سواء حمل الخلق على معنى الايجاد أو التقدير ، وعلى ما ذكره أمره فرضي لا وقوع له اصلا.
الثالث : أن المراد بالايام المختزلة عن أيام السنة إذا كان هذه الايام فكيف يتصور أن يكون بعضها لاجل الارض وبعضها لاجل السماء كما يظهر من بعض الآيات بل غاية ما يتصور أن يكون لها مدخل في النظام المقصود بالنسبة إلى الجميع.
الرابع : أن هذا المعنى لهذه الايام لا يوافق شيئا من الروايات الدالة على تعيين يوم من أيام الاسبوع لخلق كل من المخلوقات المذكورة.
١٨٧ ـ مجمع البيان : نقلا من تفسير العياشي بإسناده عن الاشعث بن حاتم ، قال : كنت بخراسان حيث اجتمع الرضا عليهالسلام والفضل بن سهل والمأمون في الايوان الحيري بمرو ، فوضعت المائدة فقال الرضا عليهالسلام : إن رجلا من بني إسرائيل سألني بالمدينة فقال : النهار خلق قبل أم الليل؟ فما عندكم؟ [ قال : ] فأداروا الكلام ولم يكن عندهم في ذلك شئ ، فقال الفضل للرضا عليهالسلام : أخبرنابها أصلحك الله. قال : نعم ، من القرآن أم من الحساب ، قال له الفضل : من جهة