الناس يتكلمون بكلام غير العربية ، فاجتمعوا عليه ولاذوا به ، فوعظهم وأنذرهم بمثل كلامهم ، ثم قال : يا عمار اركب ففعلت ما أمرني ، فأدركنا جامع الكوفة ثم قال لي : يا عمار تعرف البلدة التي كنت فيها. قلت الله أعلم ورسوله ووليه ، قال : كنا في الجزيرة السابعة من الصين أخطب كما رأيتني ، إن الله تبارك وتعالى أرسل رسوله إلى كافة الناس ، وعليه أن يدعوهم ويهدي المؤمنين منهم إلى الصراط المستقيم واشكر ما أوليتك من نعمة ، واكتم من غير أهله ، فإن لله تعالى ألطافا خفية في خلقه ، لا يعلمها إلا هو ومن ارتضى من رسول ، ثم قالوا : أعطاك الله هذه القدرة الباهرة وأنت تستنهض الناس لقتال معاوية؟ فقال : إن الله تعبدهم بمجاهدة الكفار والمنافقين ، والناكثين ، والقاسطين ، والمارقين ، و الله لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في أرضكم هذه الطويلة ، وضربت بها صدر معاوية بالشام ، وأجذب بها من شاربه أو قال من لحيته فمد يده وردها وفيها شعرات كثيرة ، فتعجبوا من ذلك. ثم وصل الخبر بعد مدة أن معاوية سقط من سريره في اليوم الذي كان عليهالسلام مد يده وغشي عليه ، ثم أفاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات.
بيان : « الاروع » من الرجال الذي يعجبك حسنه ، « و العجرفة » الخرق وقلة المبالات ، ويقال « دمدم عليه » أي كلمه مغضبا.
٣٧ ـ كتاب الحسين بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : تقول الجنة : يا رب ملات النار كما وعدتها فاملاني كما وعدتني. قال : فيخلق الله خلقا يومئذ فيدخلهم الجنة ، ثم قال أبوعبدالله عليهالسلام طوبى لهم! لم يروا أهوال الدنيا ولا غمومها.
٣٨ ـ الدرر المنثور : عن ابن جريج ، في قوله « ومن قوم موسى امة » الآية ، قال : بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني عشر سبطا تبرأ سبط منهم مما صنعوا واعتذروا وسألوا الله أن يفرق بينهم وبينهم ، ففتح الله لهم نفقا في الارض فساروا فيه ، حتى خرجوا من وراء الصين ، فهم هنالك حنفاء مسلمين ، يستقبلون قبلتنا.
قال ابن جريج : قال ابن عباس : فذلك قوله « وقلنا من بعده لبني إسرائيل