ولهم شجر على أبوابهم لها ثمر فمنها يأكلون (١).
٤٣ ـ وعن بعض أئمة الكوفة قال : قام ناس من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله فقصد نحوهم فسكتوا ، فقال : ما كنتم تقولون؟ قالوا : نظرنا إلى الشمس ، فتفكرنا فيها من أين تجيئ وأين تذهب ، وتفكرنا في خلق الله. فقال : كذلك فافعلوا [ و ] تفكروا في خلق الله ، ولا تفكروا في الله ، فإن لله تعالى وراء المغرب أرضا بيضاء بياضها ونورها مسيرة الشمس أربعين يوما ، فيها خلق من خلق الله لم يعصوا الله طرفة عين. قيل : يا نبي الله من ولد آدم هم؟ قال : ما يدرون خلق آدم أم لم يخلق. قيل : يا نبي الله فأين إبليس عنهم؟ قال : ما يدرون خلق إبليس أم لم يخلق.
٤٤ ـ وعن ابن عباس قال : دخل علينا رسول الله صلىاللهعليهوآله ونحن في المسجد حلق حلق ، فقال لنا : فيم أنتم؟ قلنا : نتفكر في الشمس كيف طلعت وكيف غربت ، قال : أحسنتم كونوا هكذا تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق ، فإن الله خلق ما شاء لما شاء وتعجبون من ذلك ، إن من وراء قاف سبع بحار كل بحار خمسمأة عام ومن وراء ذلك سبع أرضين يضئ نورها لاهلها ومن وراء ذلك سبعين ألف امة خلقوا على أمثال الطير هو وفرخه في الهواء لا يفترون عن تسبيحة واحدة ومن وراء ذلك سبعين ألف امة خلقوا من ريح ، فطعامهم ريح ، وشرابهم ريح ، وثيابهم من ريح ، و آنيتهم من ريح ، ودوابهم من ريح ، لا تستقر حوافر دوابهم إلى الارض إلى قيام الساعة ، أعينهم في صدورهم ، ينام أحدهم نومة واحدة ينتبه ورزقه عند رأسه ، ومن وراء ذلك ظل العرش ، وفي ظل العرش سبعون ألف امة ما يعلمون أن الله خلق آدم ولا ولد آدم ، ولا إبليس ولا ولد إبليس ، وهو قوله « ويخلق ما لا تعلمون » (٢).
٤٥ ـ وعن ابن عباس في قوله تعالى « والارض وضعها للانام » قال : الانام الخلق ، وهم ألف امة ستمأة في البحر ، وأربعمأة في البر (٣).
____________________
(١) الدرر المنثور : ج ٣ ، ص ١٣٦.
(٢) النحل : ٨.
(٣) الدرر المنثور : ج ٦ ، ١٤١.