٤
(باب)
(الجراد والسمك وسائر حيوان الماء)
الآيات النحل « وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا »
فاطر « وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا »
تفسير « سَخَّرَ الْبَحْرَ » قيل أي جعله بحيث يتمكنون من الانتفاع به بالركوب والاصطياد والغوص « لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا » سمى لحما جريا على اللغة وعرفا يطلق مقيدا فيقال لحم السمك ويقابل به المطلق فيقال أكلت لحما وسمكا وتقييده بالطري ليس مخصصا له بالتحليل للإجماع على حل غيره أيضا لكن لما خرجت مخرج الامتنان وكان في طراوته ألذ كان التقييد به أليق وقيل وصفه بالطري لسرعة تطرق التغيير إليه ولا ريب أنه أطرى اللحوم واستدل مالك والثوري بالآية على أن السمك لحم فإذا حلف لا يأكل لحما حنث بالسمك وأجيب بأنه لحم لغة لا عرفا والأيمان مبنية على العرف لكونه طاريا على اللغة ناسخا لحكمها وفيه إشكال « وَمِنْ كُلٍ » أي من البحرين « تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا » الكلام فيه كما مر.
وقال الدميري السمك من خلق الماء الواحدة سمكة والجمع أسماك وسموك وهو أنواع كثيرة ولكل نوع اسم خاص قال النبي صلىاللهعليهوآله إن الله خلق ألف أمة ستمائة منها في البحر وأربعمائة في البر. ومن أنواع الأسماك ما لا يدرك الطرف أولها وآخرها لكبرها وما لا يدركها الطرف لصغرها وكله يأوي الماء ويستنشقه كما يستنشق بنو آدم وحيوان البر الهواء إلا أن حيوان البر يستنشق الهواء بالأنوف ويصل ذلك إلى قصبة الرئة والسمك يستنشق بأصداغه فيقوم له الماء في تولد الروح الحيواني في قلبه مقام الهواء وإنما استغنى عن الهواء في إقامة