بيضتين يخرج من الأولى ذكر ومن الثانية أنثى (١) وبين الأولى والثانية يوم وليلة والذكر يجلس على البيض ويسخنه جزءا من النهار والأنثى بقية النهار وكذلك في الليل وإذا باضت الأنثى وأبت الدخول على بيضها لأمر ما ضربها الذكر واضطرها إلى الدخول وإذا أراد الذكر أن يسفد الأنثى أخرج فراخه عن الوكر وقد ألهم هذا النوع أن فراخه إذا خرجت من البيض بأن يمضغ الذكر ترابا مالحا ويطعمها إياه ليسهل به سبيل المطعم فسبحان اللطيف الخبير الذي آتى كل نفس هداها.
وزعم أرسطو أن الحمام يعيش ثمان سنين وذكر الثعلبي وغيره عن وهب بن منبه في قوله تعالى « وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ » (٢) قال اختار من الغنم الضأن ومن الطير الحمام.
وذكر أهل التاريخ أن المسترشد لما حبس رأى في منامه على يده حمامة مطوقة فأتاه آت وقال له خلاصك في هذا فلما أصبح حكى ذلك لابن سكينة (٣) الإمام فقال له ما أولته قال أولته ببيت أبي تمام :
هن الحمام فإن كسرت عيافه |
|
من حائهن فإنهن حمام |
وخلاصي في حمامي فقتل بعد أيام يسيرة سنة تسع وعشرين وخمسمائة (٤).
__________________
(١) في المصدر : احداهما ذكر والثانية انثى.
(٢) القصص : ٦٨.
(٣) في المصدر : لابن السكينة.
(٤) حياة الحيوان ١ : ١٨٦ و ١٨٧.