الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود أو مثل الشعرة السوداء في الثور الابيض ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت ، ويعظموه لتعظيم الله إياه ، وأن يلقونا حيث كنا ، نحن الادلاء على الله (١).
١٠ ـ شى : عن ثعلبة بن ميمون ، عن ميسرة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن أبانا إبراهيم كان مما اشترط على ربه فقال : « فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ».
١١ ـ وفي رواية اخرى عنه قال : كنا في الفسطاط عند أبي جعفر عليهالسلام نحو من خمسين رجلا قال : فجلس بعد سكوت كان منا طويلا فقال : مالكم لا تنطقون لعلكم ترون أني نبي؟ لا والله ما أنا كذلك ، ولكن لي قرابة من رسول الله صلىاللهعليهوآله قريبة ، وولادة ، من وصلها وصله الله ، ومن أحبها أحبه الله ، ومن أكرمها أكرمه الله.
أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه ، فقال : تلك مكة الحرام التي رضيها لنفسه حرما وجعل بيته فيها ثم قال : أتدري أي بقعة أفضل من مكة؟ فلم يتكلم أحد وكان هو الراد على نفسه فقال : ما بين حجر الاسود إلى باب الكعبة ، ذلك حطيم إبراهيم نفسه ، الذي كان يزود (٢) فيه غنمه ويصلي فيه.
فوالله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قام النهار مصليا حتى يجنه الليل وقام الليل مصليا حتى يجنه النهار ، ثم لم يعرف لنا حقنا أهل البيت وحرمتنا لم يقبل الله منه شيئا أبدا ، إن أبانا إبراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربه أن قال : « فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم » أما إنه لم يقل الناس كلهم أنتم اولئك رحمكم الله ونظراؤكم ، إنما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود ، أو الشعرة السوداء في الثور الابيض ، ينبغي للناس أن يحجوا هذا البيت وأن يعظموه لتعظيم الله إياه ، وأن يلقونا أينما كنا نحن الادلاء على الله.
__________________
(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٣٣.
(٢) الظاهر كما في المصدر ، « يذود » اى يطردها فيه للتعليف ، والمذود ، معتلف الدابة ، والمذاد : المرتع.