الباطلة من الاماني الكاذبة ، والعقائد الفاسدة ، بأن تجترؤا على المعاصي اتكالا على دعوى التشيع والمحبة والولاية من غير حقيقة ، فانه ليس شيعتهم إلا من شايعهم في الاقوال والافعال ، لا من ادعى التشيع بمحض المقال.
٣ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : خطب رسول الله صلىاللهعليهوآله في حجة الوداع فقال : يا أيها الناس والله ما من شئ يقربكم من الجنة ويباعدكم عن النار إلا وقد أمرتكم به ، وما من شئ يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه ، ألا وإن الروح الامين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحمل أحدكم استبطاء شئ من الرزق أن يطلبه بغير حله ، فانه لايدرك ماعند الله إلا بطاعته (١).
بيان : الروح الامين جبرئيل عليهالسلام لانه سبب لحياة النفوس بالعلم وأمين على وحي الله إلى الرسل ، وفي النهاية فيه أن روح القدس نفث في روعي يعني جبرئيل أي أوحى وألقى من النفث بالفم وهو شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل لان التفل لايكون إلا ومعه شئ من الريق « في روعي » أي في نفسي وخلدي انتهى « حتى تستكمل رزقها » أي تأخذ رزقها المقدر على وجه الكمال « فاتقوا الله » أي في خصوص طلب الرزق أو مطلقا « وأجملوا في الطلب » أي اطلبوا طلبا جميلا ولا يكون كدكم كدا فاحشا ، وفي المصباح أجملت في الطلب رفقت.
قال الشيخ البهائي قدسسره : يحتمل معنيين الاول أن يكون المراد ( اتقوا الله في هذا الكد الفاحش أي لاتقيموا عليه كما تقول : اتق الله في فعل كذا أي لاتفعله ، والثاني أن يكون المراد ) (٢) أنكم إذا اتقيتموه لاتحتاجون إلى هذا الكد التعب ويكون إشارة إلى قوله تعالى : « ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب » (٣).
____________________
(١) الكافي ج ٢ ص ٧٤.
(٢) مابين العلامتين ساقط من الكمبانى.
(٣) الطلاق : ٢ و ٣.