وعن الباقر عليهالسلام : أنتم والله أهل هذه الاية وفي بعض الاخبار « كفوا أيديكم » مع الحسن عليهالسلام : « كتب عليهم القتال » مع الحسين عليهالسلام « إلى أجل قريب » إلى خروج القائم ، فإن معه الظفر (١).
فهذا الخبرإما تفسير لظهر الاية كماذكرناه أولا ، أولبطنها بتنزيل الاية على الشيعة في زمن التقية ، وهذا أنسب بكف الالسن تقية ، فان أحوال أمير المؤمنين عليهالسلام في أول أمره وآخره كان شبيها بأحوال الرسول في أول الامر حين كونه بمكة وترك القتال لعدم الاعوان ، وأمره في المدينة بالجهاد لوجود الانصار ، وكذاحال الحسن عليهالسلام في الصلح والهدنة ، وحال الحسين عليهالسلام عند وجود الانصار ظاهرا ، وحال سائر الائمة عليهمالسلام في ترك القتال والتقية مع حال القائم.
فالاية وإن نزلت في حال الرسول فهي شاملة لتلك الاحوال أيضا لمشابهتها لها ، واشتراك العلل بينها وبينها.
وأما تفسيره عليهالسلام كف الايدي بكف الالسن على الوجهين يحتمل وجوها.
الاول : أن يكون المعنى أن المراد بكف الايدي عن القتال الكف عنها ومما يوجب بسطها بسط الايدي وهي الالسنة ، فان مع عدم كف الالسنة ينتهي الامر إلى القتال شاؤا أم أبوا ، فالنهي عن بسط الايدي يستلزم النهي عن بسط الالسنة ، فالنهي عن القتال في زمن الهدنة يستلزم الامر بالتقية.
الثاني أن يكون المراد بكف الايدي كف الالسن إطلاقا لاسم المسبب على السبب أو الملزوم على اللازم.
الثالث أن يكون المراد بالايدي في الاية الالسن لتشابههما في القوة وكونهما آلة المجادلة ، وهذا أبعد الوجوه كما أن الاول أقربها.
٧٣ ـ كا : عن علي ، عن إبراهيم ، عن محمدبن عيسى ، عن يونس ، عن الحلبي رفعه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : نجاة المؤمن [ من ] حفظ لسانه (٢).
___________________
(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٥٨.
(٢) الكافى ج ٢ ص ١١٤.