١٣ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عمار ابن مروان ، عن زيد الشحام ، عن عمرو بن هلال قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : إياك أن تطمح بصرك إلى من هو فوقك ، فكفى بما قال الله عزوجل لنبيه صلىاللهعليهوآله : «ولا تعجبك أموالهم ولا أولادهم» (١) وقال : «ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا» (٢) فان دخلك من ذلك شئ فاذكر عيش رسول الله صلىاللهعليهوآله فانماكان قوته الشعير ، وحلواه التمر ، ووقوده السعف إذا وجده (٣).
تبيين : «أن تطمح بصرك» الظاهر أنه على بناء الافعال ، ونصب البصر ويحتمل أن يكون على بناء المجرد ورفع البصر ، أي لا ترفع بصرك بأن تنظر إلى من هو فوقك في الدنيا ، فتتمنى حاله ، ولا ترضى بما أعطاك الله ، وإذا نظرت إلى من هو دونك في الدنيا ترضى بما أوتيت ، وتشكر الله عليه ، وتقنع به ، قال في القاموس : طمح بصره إليه كمنع ارتفع فهي طامح ، وأطمح بصره رفعه انتهى.
«فكفى بما قال الله» الباء زائدة أي كفاك للاتعاظ ولقبول ما ذكرت ما قال الله لنبيه ، وإن كان المقصود بالخطاب غيره «ولاتعجبك» كذا في النسخ التي عندنا ، والظاهر «فلا» إذ الآية في سورة التوبة في موضعين أحدهما «فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحيوة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون» والاخرى «ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون» وماذكر هنا لا يوافق شيئا منهما ، وإن احتمل أن يكون نقلا بالمعنى إشارة إلى الآيتين معا.
وقال البيضاوي في الاولى : «فلا تعجبك» الخ فان ذلك استدراج ووبال لهم ، كما قال : «إنمايريد الله ليعذبهم بها» بسبب ما يكابدون لجمعها وحفظها
____________________
(١) براءة : ٥٦ و ٨٥.
(٢) طه : ١٣١.
(٣) الكافي ج ٢ ص ١٣٧.