ما هو سائلهم لنفسه ، ورجل لم يقدم يدا ولا رجلا حتى يعلم أنه في طاعة الله قدمها أو في معصيته. ورجل لم يعب أخاه بعيب حتى يترك ذلك العيب من نفسه ، وكفى بالمرء شغلا بعيبه لنفسه عن عيوب الناس.
٣٣ ـ وقال عليهالسلام : ما من شئ أحب إلى الله بعد معرفته من عفة بطن وفرج ، وما [ من ] شئ أحب إلى الله من أن يسأل.
٣٤ ـ وقال لابنه محمد عليهماالسلام : افعل الخير إلى كل من طلبه منك ، فإن كان أهله فقد أصبت موضعه ، وإن لم يكن بأهل كنت أنت أهله ، وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلى يسارك واعتذر إليك فاقبل عذره (١).
٣٥ ـ وقال عليهالسلام : مجالس الصالحين داعية إلى الصلاح (٢) وآداب العلماء زيادة في العقل ، وطاعة ولاة الامر تمام العز ، واستنماء المال تمام المروة (٣) وإرشاد المستشير قضاء لحق النعمة ، وكف الاذى من كمال العقل. وفيه راحة للبدن عاجلا وآجلا (٤).
٣٦ ـ وكان علي بن الحسين عليهماالسلام إذا قرأ هذه الاية : «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها (٥)» يقول عليهالسلام : سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلا
____________________
(١) رواه الكلينى في الروضة وفيها «وان لم يكن أهله كنت أنت أهله».
(٢) في الكافى «مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح».
(٣) في الكافى «طاعة ولاة العدل تمام العز ، واستثمار المال تمام المروة».
(٤) قال الفيض ـ رحمهالله ـ : في كلامه عليهالسلام ترغيب إلى المعاشرة مع الناس والمؤانسة بهم واستفادة كل فضيلة من أهلها وزجر عن الاعتزال والانقطاع اللذين هما منبت النفاق ومغرس الوسواس والحرمان عن المشرب الاتم المحمدى والمقام المحمود الجمعى ، والموجب لترك كثير من الفضائل والخيرات وفوت السنن الشرعية وآداب الجمعة والجماعات وانسداد أبواب مكارم الاخلاق.
(٥) سورة ابراهيم : ٣٧. أى لا تحصروها ولا تطيقوا عد أنواعها فضلا من أفرادها فانها غير متناهية. قاله البيضاوى.