٦٧ ـ وقال عليهالسلام : قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم ، فإن الله يبغض اللعان السباب الطعان على المؤمنين ، الفاحش المتفحش ، السائل الملحف ، ويحب الحيي الحليم العفيف المتعفف (١).
٦٨ ـ وقال عليهالسلام : إن الله يحب إفشاء السلام.
٦ ـ ل (٢) : عن الطالقاني ، عن محمد بن جرير الطبري ، عن أبي صالح الكناني ، عن يحيى بن عبدالحميد الحماني ، عن شريك ، عن هشام بن معاذ قال : كنت جليسا لعمر بن عبدالعزيز حيث دخل المدينة فأمر مناديه فنادى من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب فأتى محمد بن علي عليهماالسلام ـ يعني الباقر ـ عليهالسلام فدخل إليه مولاه مزاحم فقال : إن محمد بن علي بالباب فقال له : أدخله يا مزاحم ، قال : فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع فقال له محمد بن علي عليهماالسلام : ما أبكال يا عمر؟ فقال هشام : أبكاه كذا وكذا يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال محمد بن علي عليهماالسلام : يا عمر إنما الدنيا سوق من الاسواق منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرهم ، وكم من قوم قد ضرهم بمثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموت ، فاستوعبوا فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا لما أحبوا من الاخرة عدة ، ولا مما كرهوا جنة ، قسم ما جمعوا من لا يحمدهم ، وصاروا إلى من لا يعذرهم فنحن والله محقون أن ننظر إلى تلك الاعمال التي كنا نغبطهم بها فنوافقهم ، وننظر إلى تلك الاعمال التي كنا نتخوف عليهم منها ، فنكف عنها فاتق الله ، واجعل في قلبك اثنتين تنظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك ، وتنظر الذي تكرهه أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ به البدل
____________________
(١) يقال : ألحف في المسألة الحافا اذا ألح فيها ولزمها ، وهو موجب لبغض الرب حيث أعرض عن الغنى الكريم وسأل الفقير اللئيم. وأنشد بعضهم :
الله يبغض ان تركت سؤاله |
|
وبنو آدم حين يسأل يغضب |
(٢) الخصال ج ١ ص ٥١.