٢٠ ـ قال الفضل (١) قلت لابي الحسن الرضا عليهالسلام : يونس بن عبدالرحمن يزعم أن المعرفة إنما هي اكتساب. قال عليهالسلام : لاما أصاب ، إن الله يعطي الايمان من يشاء فمنهم من يجعله مستقرا فيه ومنهم من يجعله مستودعا عنده ، فأما المستقر فالذي لا يسلبه الله ذلك أبدا ، وأما المستودع فالذي يعطاه الرجل ثم يسلبه إياه.
٢١ ـ وقال صفوان بن يحيى (٢) سألت الرضا عليهالسلام عن المعرفة هل للعباد
____________________
(١) الظاهر أنه الفضل بن سنان ولعله ابن سهل ذو الرياستين وزير المأمون وقد مضى ترجمته. ويونس بن عبدالرحمن هو أبومحمد مولى آل يقطين ثقة من أصحاب الكاظم والرضا عليهماالسلام ، كان وجها في أصحابنا متقدما عظيم المنزلة قال ابن النديم : «يونس بن عبدالرحمن من أصحاب موسى بن جعفر عليهماالسلام من موالى آل يقطين علامة زمانه كثير التصنيف والتأليف على مذاهب الشيعة» ثم عدكتبه. انتهى. وكان يونس من أصحاب الاجماع ولد في أيام هشام بن عبدالملك ورأى جعفربن محمد عليهماالسلام بين الصفا والمروة ولم يرو عنه وروى عن الكاظم والرضا عليهماالسلام وكان الرضا عليهالسلام يشير اليه في العلم والفتيا وكان ممن بذل على الوقف مالا جزيلا مات ـ رحمهالله ـ سنة ٢٠٨.
(٢) هو أبومحمد صفوان بن يحيى البجلى الكوفى ، بياع السابرى من أصحاب الامام السابع والثامن والتاسع عليهمالسلام وأقروا له بالفقه والعلم ، ثقة من أصحاب الاجماع وكان وكيل الرضا عليهالسلام وصنف كتبا كثيرة وكان من الورع والعبادة مالم يكن أحد في طبقته. وكان اوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم ، كان يصلى كل يوم خمسين ومائة ركعة ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ، ويخرج زكاة ماله كل سنة ثلاث مرات وذاك أنه اشترك هو وعبدالله بن جندب وعلى بن النعمان في بيت الله الحرام فتعاقدوا جميعا ان مات واحد منهم يصلى من بقى بعده صلاته ويصوم عنه ويحج عنه ويزكى عنه مادام حيا فمات صاحباه وبقى صفوان بعدهما وكان يفى لهما بذلك وكان يصلى عنهما ويزكى عنهما ويصوم عنهما ويحج عنهما وكل شئ من البر والصلاح يفعل لنفسه كذلك يفعله عن صاحبيه.
كما في جش وصه. وروى عن أربعين رجلا من أصحاب أبى عبدالله عليهالسلام. وله كتب كثيرة مثل كتب الحسين بن سعيد وله مسائل عن أبى الحسن موسى عليهالسلام وروايات.
مات ـ رحمهالله ـ بالمدينة وبعث اليه أبوجعفر بحنوطه وكفنه وأمر اسماعيل بن موسى بالصلاة عليه.