عليكم بالتقية ، فإنه روي «من لا تقية له لا دين له» ، وروي «تارك التقية كافر» وروي «اتق حيث لا يتقى ، التقية دين منذ أول الدهر إلى آخره» وروي «أن أبا عبدالله عليهالسلام كان يمضي يوما في أسواق المدينة وخلفه أبوالحسن موسى فجذب رجل ثوب أبي الحسن ثم قال له : من الشيخ فقال : لا أعرف (١).
تزاوروا تحابوا وتصافحوا ولا تحاشموا فانه روي» المحتشم والمحتشم (٢) في النار «لا تأكلوا الناس بآل محمد فإن التأكل بهم كفر ، لا تستقلوا قليل الرزق فتحرموا كثيره ، عليكم في اموركم بالكتمان في امور الدين والدنيا فإنه روي « أن الاذاعة كفر» وروي «المذيع والقاتل شريكان» وروي «ما تكتمه من عدوك فلا يقف عليه وليك» لا تغضبوا من الحق إذا صدعتم ، ولا تغرنكم الدنيا فإنها لا تصلح لكم كما لا تصلح لمن كان قبلكم ممن اطمأن إليها ، وروي «أن الدنيا سجن المؤمن ، والقبر بيته ، والجنة مأواه ، والدنيا جنة الكافر ، والقبر سجنه ، والنار مأواه».
عليكم بالصدق وإياكم والكذب فإنه لا يصلح إلا لاهله ، أكثروا من ذكر الموت فإنه أروي «أن ذكر الموت أفضل العبادة». وأكثروا من الصلواة على محمد وآله عليهمالسلام والدعاء للمؤمنين والمؤمنات في آناء الليل والنهار فإن الصلاة على محمد وآله أفضل أعمال البر ، واحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين وإدخال السرور عليهم ودفع المكروه عنهم ، فإنه ليس شئ من الاعمال عندالله عزوجل بعد الفرائض أفضل من إدخال السرور على المؤمن.
لا تدعوا العمل الصالح والاجتهاد في العبادة اتكالا على حب آل محمد عليهمالسلام ،
____________________
(١) سأل الرجل عن أبى الحسن من الرجل يعنى أبا عبدالله فقال أبوالحسن عليهالسلام «انى لا أعرف» فقط بدون ذكر مفعول لا أعرف ، وهذا من أحسن التورية.
(٢) حشمه : آذاه وأغضبه بتسميعه ما يكره. واحتشم منه وعنه غضب وانقبض واستحيا. وفى بعض النسخ «ولا تحاشموا» أى لا تغاضبوا فان المتغاضبان في النار.