لا تدعوا حب آل محمد عليهمالسلام والتسليم لامرهم اتكالا على العبادة فإنه لا يقبل أحدهما دون الاخر.
واعلموا أن رأس طاعة الله سبحانه التسليم لما عقلناه ، وما لم نعقله ، فان رأس المعاصي الرد عليهم ، وإنما امتحن الله عزوجل الناس بطاعته لما عقلوه وما لم يعقلوه إيجابا للحجة وقطعا للشبهة ، واتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ، ولا يفوتنكم خير الدنيا فإن الاخرة لا تلحق ولا تنال إلا بالدنيا.
٥ ـ ضا (١) : نروي «انظر إلى من هودونك في المقدرة ، ولا تنظر إلى من هو فوقك ، فإن ذلك أقنع لك وأحرى أن تستوجب الزيادة ، واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين والبصيرة أفضل عندالله من العمل الكثير على غير يقين والجهد ، واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله ، والكف عن أذى المؤمن ، ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ، ولا مال أنفع من القنوع ، ولا جهل أضر من العجب ، ولا تخاصم العلماء ولا تلاعبهم ولا تحاربهم ولا تواضعهم (٢)» ونروي «من احتمل الجفا لم يشكر النعمة» «وأروي عن العالم عليهالسلام أنه قال : « رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم ، وأيم الله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا أعز ولما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشئ ».
وأروي عن العالم أنه قال : « عليكم بتقوى الله والورع والاجتهاد وأداء الامانة وصدق الحديث ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد صلىاللهعليهوآله ، صلوا في عشائركم ، وصلوا أرحامكم ، وعودوا مرضاكم ، واحضروا جنائزكم ، كونوا زينا ولا تكونوا شينا ، حببونا إلى الناس ، ولا تبغضونا ، جر وإلينا كل مودة ، وادفعوا عنا كل قبيح ، وما قيل فينا من خير فنحن أهله ، وما قيل فينا من شر فما نحن
____________________
(١) فقه الرضا عليهالسلام أواخر باب مكارم الاخلاق.
(٢) كذا. وواضعه أى راهنه ، وفى الامر : واقفه فيه ، وواضعه البيع : تاركه ، والرهان : أبطله.