٩ ـ وقال عليهالسلام : قرنت الهيبة بالخيبة (١). والحياء بالحرمان. والحكمة ضالة المؤمن فليطلبها ولو في أيدي أهل الشر.
١٠ ـ وقال عليهالسلام : لو أن حملة العلم حملوه بحقه لاحبهم الله وملائكته وأهل طاعته من خلقه ، ولكنهم حملوه لطلب الدنيا ، فمقتهم الله وهانوا على الناس.
١١ ـ وقال عليهالسلام : أفضل العبادة الصبر ، والصمت ، وانتظار الفرج.
١٢ ـ وقال عليهالسلام : إن للنكبات غايات لابد أن تنتهي إليها ، فإذا حكم على أحدكم بها فليطأ طألها ويصبر حتى تجوز (٢) فإن إعمال الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها.
١٣ ـ وقال عليهالسلام للاشتر : يا مالك احفظ عني هذا الكلام وعه. يا مالك بخس مروته من ضعف يقينه. وأزرى بنفسه من استشعر الطمع (٣) ورضي [ ب ] الذل من كشف [ عن ] ضره. وهانت عليه نفسه من اطلع على سره. وأهلكها من أمر عليه لسانه (٤). الشره جزار الخطر ، من أهوى إلى متفاوت خذلته الرغبة (٥) البخل عار ، والجبن منقصة ، والورع جنة ، والشكر ثروة ، والصبر شجاعة والمقل غريب في بلده (٦) ، والفقر يخرس الفطن عن حجته (٧) ، ونعم القرين
____________________
(١) الهيبة. المخافة. والخيبة : عدم الظفر بالمطلوب. وقد مر آنفا.
(٢) طأطأ : خفض وخضع.
(٣) أى احتقرها. يقال : أزرى به أى عابه ووضع من حقه.
(٤) أمر لسانه أى جعله أميرا على نفسه.
(٥) ـ الشره : اشد الحرص وطلب المال مع القناعة. والجزار : الذباح. والمتفاوت :
المتباعد وفى كنز الفوائد «إلى متفاوت الامور» وفى النهج «من أومأ إلى متفاوت خذلته الحيل» أى من طلب تحصيل المتباعدات وضم بعضها إلى بعض لم ينجح فيها فخذلته الحيل والرغبة فيما يريد.
(٦) المقل : الفقير. وفى النهج «في بلدته».
(٧) الفطن. ـ بفتح فكسر ـ : الفاطن أى صاحب الفطنة والحذاقة.