٢٦ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا ابن نمير ، قثنا أبو معاوية ، عن أصحابه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال :
كلّ شيء في القرآن ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) أنزل بالمدينة و ( يا أَيُّهَا النَّاسُ ) أنزل بمكة (١).
٢٧ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : قرأت على محمد بن سعيد ، عن أبي جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية :
أنّهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر ، فكان رجال يكتبون ويملي عليهم أبي بن كعب حتّى انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة : ( ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ) (٢) فظنّوا / ٦٩ أ / أن هذا آخر ما أنزل من القرآن ، فقال أبيّ بن كعب : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين : ( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) (٣) قال : فهذا آخر ما أنزل من القرآن ، قال : فختم الأمر بما فتح به بلا إله إلا الله ، لقول الله عزّ وجل : ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ) (٤) (٥).
__________________
الوحي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وانظر مناهل العرفان في علوم القرآن ١ / ٨٧ ، وانظر الدر المنثور ٦ / ٢٨٠ وفيه : أخرجه الطيالسي وعبد الرزاق ، وأحمد ، وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي ، وابن الضريس وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن الأنباري في المصاحف.
(١) أورده ابن كثير في فضائل القرآن برواية أبي عبيد ، وأخرجه البيهقي في الدلائل ٧ / ١٤٤ مرفوعا على عبد الله. وقال في الدر المنثور ١ / ٣٣ : أخرجه أبو عبيد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن الضريس وابن المنذر وأبو الشيخ بن حبان في التفسير.
(٢) سورة التوبة : ٩ / ١٢٧ ، وبدايتها : ( وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا ... ).
(٣) سورة التوبة : ٩ / ١٢٨ ، ١٢٩
(٤) سورة الأنبياء : ٢١ / ٢٥
(٥) رواه الإمام أحمد في المسند ٥ / ١٣٤ ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٣٦ : رواه عبد الله بن