له أمله ، فيقول له : جزاك الله خيرا من صاحب ، فما أحسن صورتك وأطيب ريحك فيقول له : أما تعرفني (١)؟ فقال له : اركبني (٢) ، فطالما ركبتك في الدنيا ، أنا عملك ، إنّ عملك كان حسنا ، فترى صورتي حسنة ، وكان طيبا فترى ريحي طيبة ، فيحمله فيوافي به الربّ عز وجل ، فيقول : يا ربّ ، هذا فلان ـ وهو أعرف به منه ـ قد استعملته في أيامه في حياته الدنيا ، أظمأت نهاره وأسهرت ليله فشفّعني فيه. فيوضع تاج الملك على رأسه ويكسى حلة الملك ، فيقول : يا رب قد كنت أرغب له عن هذا ، وأرجو له منك أفضل من هذا ، فيعطى الخلد بيمينه / ٧٩ ب / والنّعمة بشماله ، فيقول : يا ربّ ، إنّ كلّ عامل قد أدخل على أهله من تجارته ، فيقف فيشفع في أقاربه. وإذا كان كافرا مثل له عمله في أقبح صورة رآها وأنتنه ، فكلما جاءه روع زاده روعا فيقول : قبّحك الله من صاحب ، فما أقبح صورتك وأنتن ريحك ، فيقول : من أنت؟ قال : أما تعرفني ، أنا عملك ، إن عملك كان قبيحا فترى صورتي قبيحة ، وكان منتنا فترى ريحي منتنة ، فيقول : تعالى حتى أركبك ، فطالما ركبتني في الدّنيا ، فيركبه فيوافي به الله عز وجل فلا يقيم له يومئذ وزنا ».
١٠١ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : أنبا أبو بكر ، قثنا حسين بن علي ، عن زائدة ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال (٣) :
نعم الشفيع القرآن يوم القيامة ، قال فيقول : أيّ ربّ [ قد كنت أمنعه سهوته فأكرمه قال : فيلبس حلة الكرامة ، قال : فيقول : أي ربّ زده ] (٤) ، قال : فيرضى عنه ، قال : فليس بعد رضا الله شيء.
__________________
(١) فوقها في الأصل ضبة.
(٢) في هامش الأصل : « تعال اركبني » خ.
(٣) رواه الترمذي رقم ٢٩١٦ في ثواب القرآن بنحوه ، باب رقم ١٨ وقال : هذا حديث حسن صحيح. وانظر جامع الأصول ٨ / ٥٠٢ ، ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن ق / ١٠ أ / ، وقال في كنز العمال ١ / ٥٤٠ : أخرجه أبو نعيم وابن أبي شيبة.
(٤) ما بينهما مستدرك في هامش الأصل.