١٩٤ ـ أخبرنا محمد بن / ١٠٠ أ / عبد الله بن نمير ، ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن مسروق قال : قال عبد الله :
ما خلق الله من شيء من أرض ولا سماء ولا إنس ولا جن أعظم من آية الكرسي.
١٩٥ ـ أخبرنا مسلم بن إبراهيم (١) ، ثنا إسماعيل بن مسلم العبدي ، ثنا أبو المتوكل :
« أن أبا هريرة كان معه مفتاح بيت الصدقة ، وكان فيه تمر ، فذهب يوما يفتح الباب ، فإذا التمر قد أخذ منه ملء كف ، ثم جاء يوما آخر حتى ذكر ثلاث مرات ، فذكر أبو هريرة للنبي صلّى الله عليه وسلم ، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم : أيسرك أن تأخذ صاحبك؟ قال : نعم ، قال : فإذا فتحت الباب فقل : سبحان من سخرك لمحمد. فذهب ففتح الباب وقال : سبحان من سخرك لمحمد ، فإذا هو قائم بين يديه فقال له : يا عدو الله ، أنت صاحب هذا؟ قال : نعم ، دعني فإني لا أعود إنما كنت آخذه لأهل بيت فقراء من الجن ، فتركه ، ثم عاد فذكره للنبي صلّى الله عليه وسلم ، فقال : أيسرك أن تأخذه؟ قال : نعم ، قال : فإذا فتحت الباب فقل ذلك أيضا ، فذهب ففتح الباب فقال : سبحان من سخرك لمحمد ، فإذا هو قائم بين يديه فقال له : يا عدو الله ، زعمت أنك لا تعود ، لا أدعك اليوم حتى أذهب بك إلى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال : لا تفعل ، إنك إن تدعني علمتك (٢) كلمات إذا أنت قلتها لم يقربك أحد من الجن صغير ولا كبير ، ذكر ولا أنثى ، قال له : لتفعلن ، قال : نعم ، قال : فما هو؟ قال : ( اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) (٣) ، آية الكرسي حتى ختمها ، فتركه فذهب فلم يعد ، فذكر ذلك أبو هريرة للنبي صلّى الله عليه وسلم فقال له
__________________
(١) ورد في الهامش : « إبراهيم بن مسلم » خ. والصواب ما أثبتناه. وهو مسلم بن إبراهيم الأزدي الفراهيدي مولاهم ، أبو عمرو البصري الحافظ. روى عن جرير بن حازم وإسماعيل بن مسلم وعنه البخاري وأبو داود ، مات سنة ٢٢٢ ه. تهذيب التهذيب ١٠ / ١٢١
(٢) ورد في الهامش : « اعلمك » خ.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ٢٥٥