إن كان بالحقيقة فحقيقيا ، وإن كان بالظن فظنيا : مثل استحقاق المدح وظهور القدرة وبقاء الذكر ، فهذه وما أشبهها كمالات ظنية. أو الربح (١) ، أو السلامة (٢) ، أو رضي (٣) الله تعالى وتقدس (٤) وحسن معاد الآخرة (٥) ، وهذه وما أشبهها (٦) كمالات حقيقية لا تتم بالقاصد (٧) وحده.
فإذن ، كل قصد ليس عبثا فإنه يفيد كمالا ما لقاصده لو لم يقصده (٨) لم يكن ذلك الكمال ، والعبث أيضا يشبه أن يكون كذلك ، فإن فيه لذة أو راحة أو غير ذلك أو شيئا (٩) مما علمت أو سائر (١٠) (١١) ما تبين (١٢) لك (١٣).
ومحال أن يكون المعلول المستكمل وجوده بالعلة يفيد العلة كمالا لم يكن ، فإن (١٤) المواضع التي يظن فيها أن المعلول أفاد علته كمالا مواضع كاذبة أو محرفة ، ومثلك ممن أحاط بما سلف له من الفنون لا يقصر عن تأملها وحلها.
فإن قال قائل : إن الخيرية توجب هذا ، فإن الخير يفيد الخير ، قيل إن الخير يفيد الخير ولكن (١٥) لا على سبيل قصد وطلب ليكون ذلك (١٦) ، فإن هذا يوجب (١٧) النقص ، فإن كل طلب وقصد لشيء فهو طلب لمعدوم وجوده من (١٨) الفاعل (١٩) أولى من لا وجوده ، وما دام معدوما وغير مقصود لم يكن ما هو الأولى (٢٠) بالفاعل (٢١) وذلك نقص ، فإن الخيرية لا تخلو :
إما أن تكون صحيحة موجودة دون هذا القصد (٢٢) ولا مدخل لوجود هذا القصد في وجودها ، فيكون كون هذا القصد ولا كونه عن الخيرية واحدا (٢٣) ، فلا تكون الخيرية توجبه ، ولا يكون حال سائر لوازم الخيرية التي تلزمها بذاتها لا عن قصد هو قصد (٢٤) هذه الحال.
__________________
(١) أو الربح : والربح م. (٢) أو السلامة : والسلامة ب ، م. (٣) أو رضى : ورضاء ب ، ح ، د ص ، ط. (٤) تعالى وتقدس : ساقطة من ب ، ح ، ص ، ط. (٥) وحسن معاد الآخرة : ساقطة من ح. (٦) وهذه وما أشبهها : ساقطة من ح. (٧) بالقاصد : بالمقاصد د. (٨) يقصده : يقصد ب. (٩) شيئا : أشياء ح. (١٠) مما علمت أو سائر : من سائر ب ، ح ، ص. (١١) أو سائر : سائر ، د. (١٢) تبين : بين د ، م. (١٣) لك : + مما علمت ح ، ص : مما علمت أو سائر ما تبين ب. (١٤) فإن : وإن ب ، ح. (١٥) لكن : ساقطة من م. (١٦) ذلك : + منه ص ، ط. (١٧) يوجب : يوجبه ب ، ح ، د ، ص ، م. (١٨) من : عن ب ، ح ، ص ، ط ، م. (١٩) الفاعل : القاصد ، ط. (٢٠) الأولى : أولى د. (٢١) بالفاعل : بالفعل ب ، م ؛ بالقاصد ط. (٢٢) القصد : لقصد ح ، ص ، ط. (٢٣) واحدا : واحد د. (٢٤) هو قصد : ساقطة ب ، ه.