____________________
فلان سورة المزمل من أوائل السور النازلة على النبي صلىاللهعليهوآله ، وقد قيل بأنها ثالث ثلاثة : نزلت أولا سورة العلق ثم القلم ثم المزمل ، وان كان لا يخلو عن بعد بملاحظة مضمون الايات الكريمة.
وكيف كان ، لازم قوله عزوجل : ( ورتل القرآن ترتيلا ) نزول صدر السورة وفيها هذه الاية الشريفة في ظرف كان يمكن قراءة سور القرآن مسنقا ومنضدا ومرتلا في تهجد واحد ، ولعله لم تكن السور النازلة قبلها تربو على عدد الاصابع ، وسيأتى تأييد ذلك في الاية المتممة للعشرين من هذه السورة.
وأما الترتيل : فهو معنى لا يتعلق الا بالشئ ذى الاجزاء المختلفة والمراد تنسيق تلك الاجزاء وتنضيدها أحسن نضد واتساق ، وانتظامها سلكا واحدا يقع كل جزء موقعه الخاص به المناسب له من حيث الترتيب ، يقال ثغر مرتل : اذا كان مستوى النبات حسن التنضيد ، كلام رتل : حسن التأليف ، ترتل في الكلام : ترسل وتأنق في قراءته بتبيين الحروف وأداء الوقوف وحسن تنسيقها ، لا يندمج بعضها في بعض.
وأما القرآن الكريم ، فلما كان مشتملا على سور متعددة ، وكل سورة في طيها آيات وكل آية مركب من جملات ، وكل جملة من كلمات ، وكل كلمة من حروف ، كان ترتيل القرآن بقراءته سورة بعد سورة لا أقل من قراءة سورتين في ركعة ، ليتم معنى التنسيق والتنضيد وترتيل السورة بقراءة آياتها مرتبة منسقة من دون تقديم وتأخير بين.
آياتها المتناسقة وبلا زيادة فيها ونقيصة منها ، ومنه الوقف عند تمام الاية الشريفة كما كان يفعله رسول الله صلىاللهعليهوآله لئلا يندمج الاية في الاية.
وأما ترتيل الاية فبقراءة جملاتها منظمة مترسلة ومنه حفظ الوقوف ، وترتيل الجملة بقراءة الكلمات بعضها اثر بعض من دون ريث وسكتة ، ومنه رعاية الوقف بالحركة و الوصل بالسكون ، وترتيل الكلمة بترسيل الحروف متسقة وتبيينها من مخارجها منتظمة لا يندمج بعضها في بعض.
ومن الترتيل وحسن الترسل في القراءة أن يتانق في اعلاء صوته حين القراءة كما