نفسه وأنه ما أنزل عليه القرآن ليتعب كل هذا التعب.
وقرئ شاذا بفتح الطاء وسكون الهاء ومعناه طاء الارض بقدميك جميعا فعن الصادق عليهالسلام كان يعتمد على إحدى رجليه في الصلاة ليزيد تعبه فيها فأنزل الله
____________________
فيه سباتا وجعل النهار معاشا.
فما أخرجه السيوطى في دره عن ابن مردويه عن على عليهالسلام أنه قال : لما نزل على النبى صلىاللهعليهوآله « يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا « قام الليل كله حتى تورمت قدماه فجعل يرفع رجلا ويضع رجلا فنزل عليه طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى » فمما يسقط ويتهافت صدره بذيله ، فان آية المزمل تأمره بنوم الليل والقيام من نصفه أو آخره ، فكيف خالف وقام الليل كله ، وكيف يصح الصلاة مع القيام على رجل واحدة ، والقيام كذلك موجب لفوات القرار وسبب للتحريك الدائم بالنسبة إلى القائم بالرجل السالمة ، كيف وبالرجل المتورمة مع أن القيام على رجل واحدة اذا كانتا متورمتبن أصعب وأوجع.
وهكذا ما قالوه في تعليق الحبل بالصدر ، باطل مموه. فان القيام كذلك ينافى الاستقلال وبعد غلبة النوم والنعاس تبطل الصلاة رأسا وانما تناسب العباد المتصنعين من المتصوفة.
فما روى من ذلك وأشباهها كلها آراء الصحابة والتابعين على ما نقله السيوطى في دره ، وكلها خلاف الحق ، وخلاف ظاهر الاية الكريمة ، بل الحق أن السورة الكريمة بتمامها نزلت تسلية من الله عزوجل وتطييبا منه لقلب رسوله الكريم حيث قام فيهم بأعباء الدعوة سنين ، وقاسى أنواع الشدائد والمحن في ذلك ولم يؤمن به مع ذلك الا قليل من قليل. حتى أن قريشا عيرته بأنه شقى مفلوك منذ نزل عليه القرآن بزعمه موهون عند ربه حيث أنزل عليه ما قد شقى به وذل وهان في قومه بعد ما كان عزيزا من دون أن يوفق ويأتى بخير ومن هو انه وشقائه على ربه أنه كلما آذيناه وعيرناه وأذللناه لا يعترينا ربه بسوء وكلما قلنا : فأتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين ، لا يجترئ على ربه أن يسأل ذلك ، ولعله سئله فلم يجبه.
فأنزل عليه عزوجل سورة طه جملا
وفى صدرها هذه التسلية والتطيب بأنه : طه ما
أنزلنا عليك القرآن لتشقى الا تذكرة لمن يخشى ، يعنى أنك لا تشقى بالقرآن ودعوته
بل