فيها القمر ، وفي اليوم والليلة التي تكون فيها الريح السوداء ، والريح الحمراء ، والريح الصفراء ، وفي اليوم والليلة التي تكون فيها الزلزلة.
ولقد بات رسول الله صلىاللهعليهوآله عند بعض نسائه في ليلة انكسف فيها القمر فلم يكن في تلك الليلة ما يكون منه في غيرها حتى أصبح ، فقالت له : يا رسول الله ألبغض هذا منك في هذه الليلة؟ قال : لا ، ولكن هذه الاية ظهرت في هذه الليلة ، فكرهت أن أتلذذ وألهو فيها ، وقد عير الله تعالى أقواما في كتابه فقال : « وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ـ فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون » ثم قال أبوجعفر عليهالسلام : وأيم الله لا يجامع أحد فيرزق ولدا فيرى في ولده ذلك ما يحب.
وقد مر تفسير ساير الايات ، والغرض من إيرادها بيان أنها من آيات الساعة (١)
____________________
(١) ومن الايات التى تتعلق بالباب ، بل هى أساس الحكم لصلاة الايات قوله عز من قائل : « اقتربت الساعة وانشق القمر » إلى آخر السورة حيث يجعل انشقاق القمر من دلائل قرب الساعة ويعده آية ، ثم يردفها بآية الطوفان لقوم نوح ، والريح الصرصر لقوم عاد ، والصيحة لقوم ثمود ، وامطار الحصباء لقوم لوط ، واغراق اليم لال فرعون ، ويعد كل واحدة منها آية للعذاب عليحدة.
وانما كان انشقاق القمر من علامات الساعة ، لان الساعة ـ على ما يظهر من تضاعيف آيات الله ـ انما تقوم بطريان هذه الاحداث : ينفجر القمر ويتصدع صخورها وجبالها فيتخلى ما فيها من موادها المذابة ترى وردة كالدهان : تارة أحمر واخرى أصفر وأزرق كما قال عزوجل : « فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان » ، كما أن الارض انما تقوم الساعة عليها كذلك قال الله عزوجل : « اذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت واذا الارض مدت وألقت ما فيها وتخلت وأذنت لربها وحقت » الانشقاق : ١ ـ ٥ ، ولا تحصل ذلك بالارض الا بصيحة قارعة تقرع الاسماع كما قال عزوجل : « القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة : يوم يكون الناس كالفراش المبثوت وتكون الجبال كالعهن المنفوش »
وانما كان انشقاق القمر دليلا على اقتراب الساعة ، لان انفجاره وانفطاره لا يكون