فلذا وجبت الصلاة فيها كما سيأتي.
١ ـ كتاب المسائل وقرب الاسناد : بسنديهما عن علي بن جعفر ، عن أخيه
____________________
الا بتقشف قشره بأن تنحبس الغازات الملتهبة من مواد مذابها وتتكثف إلى أن تغلب على مقاومة القشر فتخرج بانفجار وتصدع وزلزلة ورجة في أرضها وصيحة ودخان وأحيانا اشتعال نار في جوها المحيط بها ، الا أن تلك الحوادث تكون خفيفة عند ما كان تقشف القشر يسيرا وأما اذا مضى برهة من الدهر وصار التقشف والتحجر في سطحها ضخيمة ، تكون تلك الحوادث شديدة بحيث قد يتصدع الكرة فلقتين كما كان من انشقاق القمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله وأخبربه القرآن الكريم.
فاذا مر على ذلك أيضا برهة من الدهر بحيث تصلب سطح القمر ولم يقدر الغازات الملتهبة أن يصدعه ويخرج من خلاله ، تنحبس الغازات بشدة وتتكثف ثم تتكثف إلى أن يوحى الله عزوجل اليه بالانصداع ، فينصدع ويتخلى بما فيها لشدة الانفجار ، كما قال عزوجل بالنسبة إلى الارض : « يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ».
فاذ قد مضى البرهة الاولى وتصدع القمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو نبى آخر الزمان فكأنها قدمت رجلا واقتربت إلى أجلها ، فكم عسى أن يكون مدى البرهة الثانية؟ يسئلونك عن الساعة أيان مرساها ، قل انما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها الا هو ، ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم الا بغتة ، يسئلونك كانك حفى عنها ، قل انما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
وأما فقه الايات :
فقد تكرر في تضاعيف السورة قوله عزوجل : « ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر » أربع مرات وهى الايات ١٧ و ٢٢ و ٣٢ و ٤٠.
ومعنى تيسير القرآن للذكر ، على ما مر في ج ٨٥ ص ٤ ، أن القرآن قد جعل ذا قطعات مختلفة تلتئم كل قطعة في حد نفسه بحيث يتداعى قراءة الاية الاولى منها ذكرى الاية الثانية وهكذا ، فيسهل ذكرها وقراءتها من حفظ ، ومصداق هذه القطعات في هذه السورة عند تمام قوله عزوجل : « ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر » وفي سائر