٥ ـ أبو بكر بن خزيمة وقبر الرضا عليهالسلام :
قال أبو بكر محمد بن المؤمّل : خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر ابن خزيمة (٢٢٣ ـ ٣١١ هـ) ، وعديله أبي علي الثقفي (٢٤٤ ـ ٣٢٨) ، مع جماعة من مشايخنا وهم إذ ذاك متوافرون إلىٰ زيارة علي بن موسىٰ الرضا بطوس. قال : فرأيت من تعظيمه ـ يعني ابن خزيمة ـ لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرّعه عندها ما تحيّرنا (١).
وكل ذلك شاهد علىٰ التوسل والاستشفاع ، بعد القصد إلىٰ الزيارة.
٦ ـ أئمة المذاهب الاَربعة وسائر أهل العلم :
عند ذكر الحديث الذي أخرجه مسلم والترمذي والنسائي والحاكم من حديث بُريدة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فقد أُذن لمحمّدٍ في زيارة قبر أمّه ، فزوروها فإنّها تذكر الآخرة » أشرنا إلىٰ أن للترمذي تعقيباً علىٰ الحديث ، وهذا هو نصّه :
قال الترمذي : حديث بُريدة حديث حسن صحيح ، والعمل علىٰ هذا عند أهل العلم ، لا يرون بزيارة القبور بأساً ، وهو قول : ابن المبارك ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق (٢).
وابن المبارك : هو عبدالله بن المبارك بن واضح ، وصفه الذهبي بالإمام ، شيخ الإسلام ، عالم زمانه ، وأمير الأتقياء في وقته.. سمع من هشام بن عروة ،
_________________________________
(١) تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني ٧ : ٣٣٩.
(٢) سنن الترمذي ٣ : ٣٧٠ / ١٠٥٤ ( كتاب الجنائز ـ باب ما جاء في الرخصة في زيارة القبور ).