الإكثار منها ، لأنّ الإكثار من الخير خير ، وكلهم مجمعون علىٰ استحباب الزيارة (١). ونذكِّر ثانيةً بما أسلفناه عن الشافعي ، وما سيأتي عن أحمد.
في ما ذكره ابن تيمية حول جسد الحسين عليهالسلام ، قال : ولكن الذي اعتقدوه هو وجود البدن في كربلاء ، حتىٰ كانوا ينتابونه في زمن أحمد وغيره ، حتىٰ أنّه في مسائله : ( مسائل في ما يُفعل عند قبره ) أي قبر الحسين عليهالسلام ، ذكرها أبو بكر الخلال في جامعه الكبير ، في زيارة المشاهد (٢).
فهو يثبت زيارة الناس قبر الإمام الحسين عليهالسلام زمن أحمد وغيره ، ويثبت أن أحمد لم ينكر عليهم الزيارة ، بل يثبت أنّه قد كتب في ما ينبغي أن يفعله الزائر لقبر الحسين عليهالسلام ، مراعاةً للسنة في الزيارة.
هذا مع أن ابن تيمية هو أشدّ المنكرين للسفر بقصد الزيارة ، وهذه واحدة فقط من هفواته ، ولأجل هذا أفردنا هذا برقم خاص ، مع أنّه داخل في الفقرة السابقة.
من جميل الأثر في زيارة سيد البشر صلىاللهعليهوآلهوسلم ما رواه محمد بن عبيدالله بن عمرو ابن معاوية بن عمر بن عتبة بن أبي سفيان الأموي ، وكان صاحب أخبار وراويةً للآداب ، وقد حدّث عن سفيان بن عيينة. وقد أخرج هذه الرواية ابن الجوزي في
_________________________________
(١) شفاء السقام : ٧١.
(٢) رأس الحسين / ابن تيمية : ٢٠٩ مطبوع مع استشهاد الحسين للطبري.