الحسن والحسين ، وأخوه عقيل ، وابن أخيه عبد الله بن جعفر. وكان سبب نفيه هو اندهاشه لتفسير معاوية للآية ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) (١) بأنهّا نزلت في أهل الكتاب ، فاعترض أبو ذر بأنّها نزلت فينا وفيهم ، وبذلك يرى أبو ذر أنّ معاوية قد أوّل القرآن على هواه ، فشعر كحارس للمُثُل الإسلامية أنّ واجبه يدعوه إلى إيضاح الحقيقة للناس ففعل وحقّت عليه كلمة النفي والتشريد ، وقد قبلها أبو ذر راضياً ، وصدق رسوله الكريم إذ أخبره أنّ عيشه سيكون فريداً في آخر عمره ، وأنّ موته فريداً بفلاة من الأرض ، وحضور عصابة على جنازته. (٢)
هو ركن آخر من أركان التشيّع ، وكان قمّة في الثبات على ما يراه حقاً ، والاندفاع إلى أقصى غايات الاندفاع ، وتضحية النفس ـ إذا اقتضى الأمر ـ في سبيل المبدأ. وكان ممن يعذّب في الله ،
______________________
(١) التوبة ٣٤.
(٢) يوسف السيد هاشم الرفاعي ، أدلة أهل السنة والجماعة ، الكويت ، الطبعة الأولى ، ١٩٨٤ ، ص ٤٤. انظر أيضاً علي سامي النشار ، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ، ج ٣ ص ٩٠.