التصرّف في مواجهة النبي أمر هيّن أم معذور ؛ لقوله تعالى ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (١).
وهذا نزر قليل ممّا يدلّ على تخلّف الصحابة عن أوامر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. ومن يريد الإلمام فليراجع أمّهات الكتب ، وسوف يجد فيها كثيراً ما يساند موقف الشيعة اتجاه الصحابة ، مثل : الصحابة في رزية يوم الخميس (٢). والصحابة في سريّة أسامة وغيرها (٣).
تُعدّ من المكثرين في رواية الحديث ، فمن أنكر عدالتها فقد أسقط كثيراً من الأحاديث المروية عنها ؛ ولذلك حاول بعض العلماء الدفاع عنها بكلّ السبل حتّى ولو خالفوا في ذلك نصّاً صريحاً متّفقاً عليه بين علماء المسلمين. فهي وإن كانت زوجة الرسول غير أنها ليست بأفضل أزواج النبي وأمّا سبب إعراض الشيعة عن حديثها فلكونه ليس بحجّة ؛ وذلك لأسباب منها :
______________________
(١) النساء ٦٥.
(٢) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج ٢ ص ٣٢٥. ورواه البخاري في باب قول المريض الجز الثاني من صحيحه.
(٣) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج ٢ ص ٣١٧.