وفروعهم إلى هذا الزمان (١).
هذا مما امتاز به الشيعة على غيرهم من المذاهب الإسلامية الأُخرى ، وأمّا الأئمة الأربعة فليس لهم عند أحد من الناس منزلة أئمة أهل البيت عند شيعتهم ، بل لم يكونوا أيام حياتهم بالمنزلة التي تبوؤها بعد وفاتهم ، كما صرّخ به ابن خلدون ، ونحن مع ذلك لا نرتاب في أنّ مذاهبهم إنّما هي مذاهب أتباعهم ؛ لأنّ أتباعهم أعرف بمذاهبهم ، كما أنّ الشيعة أعرف بمذهب أئمتهم ، بالإضافة إلى أنّ الشيعة من أوّل نشأتها لا تبيح الرجوع في الدين إلى غير أئمتها ، فلذلك انقطعوا في أخذ معالم الدين إليهم فقهاً وعقيدة ، وبذلك سمّي مذهبهم بمذهب أهل البيت.
وبهذا فإنّ زعم ابن تيمية في أنّ الشيعة انحرفوا بعيداً عن أهل البيت ليس إلا محاولة تشويه الحقيقة ، وهذا ليس بغريب عند من أمعن النظر في تهجّمه على مذهب أهل البيت ، فإنّه يخبط خبط العشواء تارة بتضعيف الحديث الذي ثبتت صحّته عن طريق الثقات ، وتارة يصرفه إلى غير معناه ، وغير ذلك.
قد ذكرنا في ما سبق أنّ الشيعة أخذوا معالم الدين من أئمة
______________________
(١) محمّد جواد مغنية ، الشيعة في الميزان ، ص ٤٦٣.