الواردة عن طريق غيره ، ويستمدّون منها أحكام الدين. وهذا الرفض ليس الرفض للسنة النبوية ، وإنّما الرفض للرجال الذين اعتمد عليهم البخاري. ومثل هذا الرفض ليس بغريب عند المحدّثين ، فقد قال الذهبي : إنّ الاثنين من علماء هذا الشأن لم يجتمع على توثيق الضعيف ولا على تضعيف الثقّة.
وعلى هذا أنفي شبهة القائلين بأنّ الشيعة ينكرون حديث الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا يعملون بأخبار إخوانهم أهل السنّة ، ومن ثمّ يلصقون بهم التهم ، وينسبون إليهم الأراجيف والأكاذيب ، وهم منها براء. أمّا موقفهم اتجاه بعض الصحابة ، فبيانه في الموضوع اللاحق إن شاء الله تعالى.
الضرورة تملي علينا إفراد بحث خاص عن حياة الصحابة وشؤونهم وما فعلوه وما اعتقدوه ؛ لكونهم جزءاً لا يتجزّأ من السنّة النبوية ، منهم أخذنا ديننا ، وبهم تصل إلينا سنة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لنستضيء بها في الظلمات في معرفة أحكام الدين.
هذا ، وقبل معرفة آراء الشيعة في الصحابة حريّ بنا معرفة المراد من الصحابة في عرف المحدّثين.
قال البخاري : من صحب النبي أو رآه من
المسلمين فهو من أصحابه. يلاحظ أصل تعريفه من أستاذه علي بن المديني حيث