قال : من صحب النبي أو رآه ولو ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم (١). يشمل هذا التعريف أولئك الذين ارتدّوا في عهد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أو بعده. ومن البديهي أنّ هذا التعريف مرفوض ؛ لأنّ الردّة تنفي العمل إذ لا يمكن ضمّ المرتدّين إلى جماعة الصحابة.
وأمّا سعيد بن المسيب فقال : إنّهم من أقام مع النبي سنة أو سنتين ، وغزا معه غزوة أو غزوتين (٢). هذا التعريف لا يقبله عامّة المسلمين ؛ لأنّه يخرج عدداً غفيراً من أولئك الذين أقاموا مدّة قصيرة مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلذلك نفى ابن حجر التعريف المذكور ؛ لأنّ المسلمين اتّفقوا على عدّ جمع كثير في الصحابة لم يجتمع مع النبي إلا في حجة الوداع.
وإن اختلفت الآراء حول تعريف الصحابة ، فإنّ هذا اللقب يخصّص إلى من لقي النبي ، طالت مجالسته أو قصرت ، وروى عنه أم لم يرو. وأنّ أولئك كلّهم عدول ، وما صدر عنهم من الأحكام أو الأفعال إنّما يندرج في الاجتهاد فإن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد. هذا هو اعتقاد أكثرية المسلمين في
______________________
(١) ناصر علي عائض حسن الشيخ ، عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة ، مكتبة الرشيد ، الرياض ، ص ٣٣.
(٢) ناصر عائض ، المصدر السابق ، ص ٣٤.