وارتباطه بالمستضعفين الذين كان الإسلام درعاً وحامياً لهم من بطش قريش ، وكان مكانهم مع علي لأنّه يمثّل امتداد شخصية النبي ، ثّم إنّ علياً فقير مثلهم.
وغيرهم كثيرون ، فلا غرابة في أن يروي ابن كثير في بدايته أنّه كان في جيش عليّ ثمانون بدرياً ومائة وخمسون ممن بايع تحت الشجرة (١).
وعليه يتّضح أنّ حركة التشيّع إنّما هي حركة المحافظة على الإسلام ، ومراقبة تطبيقه على الوجه الصحيح ، وأنّ أكثر الذين تمسّكوا بالتشيّع هم أصحاب المصلحة في بقاء الإسلام على ما أراده الله ورسوله ، وكانوا من المستضعفين والعبيد الغرباء الذين لا مصلحة لهم إلا أن يبقى الإسلام كما هو ، ويضاف إلى هؤلاء الأنصار الذين تبنّوا سياسة النبي في خلق مركز تجمّع وقوّة ينافس مركز مكّة القرشية ، وكانوا من أنصار علي إيماناً بالإسلام وإتباعاً لوصايا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
نقل لنا التاريخ أنّ لعلي أيام النبي أنصار وأتباع يخلصون له ويودّونه ؛ لأنّهم يرون شخصيته امتداداً لشخصية النبي لمنزلته
______________________
(١) ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج ٥ ص ٣٥٣.