فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده من حديث علي عن طارق بن شهاب قال : شهدت علياً وهو يقول على المنبر : والله ما عندنا كتاب نقرأه عليكم إلا كتاب الله تعالى وهذه الصحيفة ، معلّقة بسيفه ، أخذتها من رسول الله ، فيها فرائض الصدقة معلّقة بسيف له حليته حديد (١).
واقتدى بأمير المؤمنين ثلّة من شيعته فألّفوا على عهده ، منهم : سلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري ، فيما ذكره ابن شهرآشوب.
فاعتقادهم أنّهم في الأصول والفروع على ماكان عليه الأئمة من آل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لمما يسنده البرهان القاطع ، فقد بذل علماؤهم الوسع والطاقة في تدوين كلّ ما اقتبسوه منهم حفظاً للعلم الذي جاء ـ عندهم ـ من عند الله ، ومما اشتهر من الكُتب هو الأصول الأربعمائة ، وهي أربعمائة مصنَّف لأربعمائة مصنِّف من فتاوى الصادق جُمع على عهده. وقد رتّبها جماعة من أعلامهم في كتب خاصة تسهيلاً للطالب وتقريباً للمتناول ، وأحسنها الكتب الأربعة ، وهي : الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه ، وهي مرجع الشيعة في أصولهم
______________________
(١) رواه أحمد في مسند الإمام علي ص ١٠٥ ح ٧٨١ ، ٧٨٢ ، ٧٩٨ ، ٩٧٤ ، ٩٦٢.