صحيح البخاري ومسلم نقلا أنه قال عمر بن الخطاب وهو جالس على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّ الله قد بعث محمّداً بالحق ، وأنزل عليه الكتاب ، فكان مما أنزل الله عليه آية الرجم ، قرأناها ووعيناها وعقلناها ، فرجم رسول الله ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلّوا بترك فريضة أنزلها الله ، وأنّ الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء ، إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف (١).
وروى مسلم أيضاً أنّ أبو موسى الأشعري بعث إلى قرّاء أهل البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنّا كنّا نقرأ سورة ، كنّا نشبهها في الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها ، غير أنّي قد حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، وكنّا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبّحات فأنسيتها غير أنّي قد حفظت منها : يا أيها
______________________
(١) صحيح مسلم ، كتاب الحدود ، باب من اعترف على نفس بالزنى ، ص ٧٤٩.