وهناك قسم خاصّ من الصحابة يتميّزون عليهم بالقرابة القريبة ، وبفضائل خلقية ونفسية وخصوصيات اختصّهم الله ورسوله بها لا يلحقهم فيها غيرهم ، وهؤلاء هم أهل بيته الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. والشيعة يقتدون بهم ويقدّمونهم على كلّ الصحابة لوجود النصوص الصريحة الدالّة على ذلك ، كما سبق ذكره.
وأمّا أهل السنّة والجماعة مع احترامهم لأهل البيت وتعظيمهم إلا أنّهم لا يعترفون بهذا التقسيم للصحابة ، ولا يعدّون المنافقين في الصحابة ، بل الصحابة في نظرهم من خير الخلق بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ كلّهم عدول ، وكلّ ما صدر عنهم من الأفعال لابدّ من تفسيره من باب اجتهادهم. وإذا كان هناك تقسيم فهو من باب فضيلة السبق للإسلام والبلاء الحسن فيه ، فيفضّلون الخلفاء الراشدين في الدرجة الأولى ، ثمّ الستة الباقين من العشرة المبشّرين بالجنة على ما يروونه.
ويرى الشيعة أنّ إطلاق لفظ الصحابة إلى
من أقام مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
لا يضمن على من انضمّ إليه الأمانة والصدق على الإطلاق ، فهم متفاوتون في الصدق والإخلاص بقدر ماصدر عنهم من خير أو شرّ وما يترتب من أفعالهم ، فالصحابي مهما ارتقى في درجات الإيمان فإنّه إن لم يكن معصوماً من قبل الله