البيت عليهمالسلام على عدد نقباء بني اسرائيل ، ولذلك عندما ترجع إلى حديث العترة أو الثقلين تفهم هذه الحقيقة وغيرها من الحقائق ، وتجد فعلاً أنّ الإسلام والقرآن متناسق يكمّل بعضه بعضا ويفسّر بعضه بعضا ، وليس ركاما متناثرا لعبت به أيادي الحكّام ، فصرفوا الآيات عن معانيها وألصقوا بالأحاديث الصحيحة تأويلات واهية ، وزادوا أحاديث موازية باطلة في فضل فلان وفلان ليطفئوا نور الله لكنّ الله متمّ نوره ولو كره الكافرون.
وحديث الثقلين أشهر الأحاديث الإسلامية وأكثرها تواترا ، حيث يقول صلىاللهعليهوآلهوسلم « إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » (٢).
نعم ، حاشا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يترك أمر الأمة سُدىً والمنافقون والكفّار والروم والفرس بالمرصاد ، وهذا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوصي بمن يغسّله ويكفّنه ويعلّمنا مسائل أخرى بسيطة كأذكار النّوم وأذكار التخلّي وأدعية السّفر وآداب الأكل والشرب ، فكيف يغفل ـ حاشاه ـ عن أمر عظيم كالخلافة ؟! ولماذا غفل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يغفل أبو بكر ولم يغفل عمر عن خطورة المسألة فعيّنا ـ وكذلك كلّ الحكّام إلى اليوم ـ خليفة لهما قبل موتهما !!
لم أجد في ختام كلامنا هذا ما أردّ به على صديقي سوى إدامة النظر إلى حقول الرمّان الخضراء ، وقد واعدتُ نفسي بأن أحلّل جميع ما قاله صديقي هذا من حجج وأدلّة في أوّل فرصة أخلو بها إلى نفسي ...
_____________________
١) أنظر : صحيح الترمذي ج٥ حديث رقم ٣٧٨٨ ، المستدرك للحاكم ٣ / ١٤٨ كتاب معرفة الصحابة ، وورد في صحيح مسلم بألفاظ قريبة ٥ / ١٢٢.