على كلّ ذلك.
قلت مستدركاً : لكن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصى للشيخين أبي بكر وعمر ، حيث قال : « اقتدوا بالَّذَيْن من بعدي أبا بكر وعمر » (١).
ابتسم صديقي وقال : إنّي لن أناقش في سند ورجال هذا الحديث فهو أوهن من بيت العنكبوت كما حقّقه علماء أهل السنّة أنفسهم ، ولكن سأناقشه دلالة.
لو كان الحديث صحيحا وقاله الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فعلا ، فلماذا لم يحتجّ به أبو بكر يوم السقيفة ؟! بل لماذا صار لغط وصياح فيها ؟! ولماذا رفض بيعة أبي بكر كثير من الصحابة ؟!
ثم عندما استخلف أبو بكر عمر كما أشرنا لذلك سابقا لم يقل أبو بكر عندما عارضه المسلمون والصحابة : ألم تسمعوا قول الرسول في عمر مثلا ، وقد علمت اعتراض الناس على أبي بكر لغلظة عمر ولو كانوا يعلمون بالحديث لما اعترضوا.
وعلى هذا فالصحيح أنّ الله تعالى عيّن في كتابه المرشَّح للخلافة وهو علي عليهالسلام كما قد علمت ، وكذلك فعل النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الغدير ، وكان يريد أن يكتب إسمه يوم الخميس أو رزيّة الخميس (٢) لكن الصحابة منعوه وقالوا : « حسبنا كتاب الله ».
وكذلك أشار الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى أنّ خلفاء الله ورسوله على هذه الأمة هم اثنا عشر ، كما نصّ على ذلك البخاري ومسلم ، وهؤلاء هم أهل
_____________________
١) أنظر : سنن ابن ماجة ١ / ٣٧ فضائل أبي بكر.
٢) أنظر رزيّة الخميس كما جاءت في الصحاح : البخاري ٤ / ٨٥ ، ومسلم ٣ / ١٢٥٧ كتاب الوصية.