في حالة الركوع ، فتصبح « وهم راكعون » حالاً.
وانظر إلى الآية الأخرى حيث تقول : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (١) ، تجد أنّ كلام الله مترابط يفسّر بعضه بعضا ، فنجد أنّ الأولياء محصورين في الآية السابقة بالله وبالرسول وبالمؤمنين ( عليّ ) ، وفي هذه الآية يحثّنا الله على طاعته وطاعة الرسول وطاعة المؤمنين ، وليس طاعة كلّ حاكم وكلّ من هبّ ودبّ كما يقول البعض ، فإنّ الله تعالى لا يأمر بإطاعة الظالمين ، وإلاّ فلماذا ينهى عن الظلم ولماذا حرّمه على نفسه ؟!
قاطعت صديقي قائلا : لكن يا أخي هذه الآيات واردة بلفظ الجمع وعليّ رضياللهعنه فرد ؟!
قال : هذا أسلوب قرآني موجود في أكثر من موضع ، انظر مثلاً إلى قوله تعالى في قضيّة ثعلبة بن حاطب الأنصاري الذي منع الزكاة ، حيث قال تعالى فيه : ( وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ) (٢) إلى آخر الآية ، وثعلبة لم يكن جماعة ، بل كان شخصا واحدا.
على كلّ ، هذا أسلوب بلاغي معروف ، وزيادة على ذلك فإنّ عندنا السنّة الشريفة التي بيّنت كثيراً من مجمل القرآن ولا يسعنا الآن أن نأتي
_____________________
١) سورة النساء : ٥٩.
٢) سورة التوبة : ٧٥ و ٧٦ ، وانظر : قوله تعالى في سورة المنافقون : ٨ ( يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ... ) القائل هو رأس النفاق عبدالله بن أبي ، أنظر : تفسير الفخر الرازي ، وكذلك تفسير روح المعاني للآلوسي ، في تفسيرهما لهذه الآية.