أهل البيت زوجات الرسول (١) ، وصار أولوا الأمر الذين أمر الله بطاعتهم وقرن طاعته وطاعة رسوله بهم حكّام بني أمية المُعَربِدون وحكام بني العبّاس الفاسقون ، وصارت الثورة والقيام على أولئك القردة (٢) فتنة ونكث بيعة وو .. وهل يريد أولئك الحكام أكثر من ذلك ؟ فليصلّ المسلمون حتّى تنفلق جباههم ، وليحجّوا حتّى تتورّم أقدامهم مادام مُلْكُ أولئك محفوظا بأحاديث وضعها لهم من يسيل لعابه من الدرهم والدينار ، هذا بالرغم من أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حذّر من كثرة الوضّاعين من بعده.
وفهمت ولله الحمد لماذا يُصرّ البعض على عدالة جميع الصحابة جميعا ، ولماذا يعتبرونهم خطّاً أحمر لا يجوز تعدّيه ، ولماذا يأمروننا بالسكوت عمّا شجر بينهم.
فهل هذا إلاّ فعل معاوية [ الصحابي ] ومن جاء بعده ؟ وكيف لا يفعل ذلك وهو الذي فعل ما فعل وشق عصى المسلمين. أتريدون أن يكتب التاريخ عنه أنه غاصب ، وأنه لا يصلح للخلافة ولا تصلح له (٣) ؟!
أتريدون أن تتحدّث الأجيال من بعده عن فضائحه وقتله خيار الصحابة كعمّار (٤) والحسن بن عليّ وحجر بن عديّ ومحمد بن أبي
_____________________
١) كما كان ينادي بذلك عكرمة الخارجي في الأسواق [ أنظر ترجمة عكرمة المنحرف هذا في كتب الرجال ].
٢) لأن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى في رؤيا له أن بني الحكم بن أمية ينزون على منبره على شكل قردة. [ المستدرك ٤ / ٤٨٠ ].
٣) أنظر قول عمر في الطلقاء وأنّ الخلافة لا تصلح لهم في [ طبقات ابن سعد ٣ / ٣٤٢ ].
٤) قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « عمـّار تقتله الفئة الباغية » [ صحيح البخاري ٤ / ٢٥ ، مسند أحمد ٢ / ١٦١ ].